البجعة السوداء.. هل تغير الحرب توازن القوى بالشرق الأوسط؟
أدت التطورات في الشرق الأوسط بعد السابع من أكتوبر2024 وما تلاها من غزو إسرائيل البري لقطاع غزة بعد عملية فك الارتباط في عام 2005 والمعروفة عربيًا بقانون الانسحاب، ثم استهداف قيادات حزب الله وقصف الضاحية الجنوبية واستهداف إيران لإسرائيل بصواريخ بالسيتية والرد عليها من جانب إسرائيل، إلى ظهور موجة جديدة من الضبابية وعدم اليقين وانعدام الأمن في المنطقة. لقد أدى التصعيد السريع للتوتر، وخاصة بسبب مواقف إسرائيل وإيران وتأثيرها الواسع النطاق في جميع أنحاء المنطقة، إلى دفع الشرق الأوسط برمته إلى حافة فترة جديدة من عدم الاستقرار. إن هذا الوضع يستلزم إعادة تقييم البيئة الأمنية في الشرق الأوسط من وجهات نظر متعددة، ونظرًا للديناميكيات الجديدة التي خلقها الصراع الحالي، فمن المحتمل أن تواجه المنطقة ستة سيناريوهات في السنوات القادمة.
الحرب الشاملة
تظل المنطقة متجذرة في حلقة مفرغة من العنف وعدم الاستقرار، إذ إن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة وكذلك في الجنوب اللبناني مع حزب الله تؤدي إلى أعمال عدائية مستمرة، ويتميز هذا الصراع بتبادل متقطع للصواريخ والاغتيالات والمناوشات عبر الحدود. ومع استمرار الصراعات، يزداد خطر المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران في داخل أراضي كل منهما، مع استهداف إسرائيل بشكل متزايد للأهداف الإيرانية في سوريا وأماكن أخرى. وقد تتضمن استجابة إيران حشد وكلائها في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والميليشيات المختلفة في العراق، وتنشيط مبدأ وحدة الساحات بزخم أكبر مما قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع نطاقًا والانجرار لحرب شاملة بين إسرائيل وحلفائها من ناحية، وإيران ووكلائها من ناحية أخرى.
وستؤدي تلك الحالة إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، خاصة في غزة ولبنان وسوريا، حيث أصبحت الخسائر المدنية والنزوح مصدر قلق كبير، مع تهديد أمن إمدادات الطاقة العالمية والطرق البحرية إذا لجات إيران لغلق مضيق هرمز وكذلك ضرب إسرائيل لأهداف نفطية بالداخل الإيراني، مما يجذب القوى الدولية مثل الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية لحماية مصالحها، وهو ما يزيد من تعقيد الديناميكيات الإقليمية.
على صعيد آخر، من المرجح أن تستمر الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في تقديم الدعم القوي لإسرائيل، وقد تزيد الولايات المتحدة من دعمها العسكري والدبلوماسي لضمان أمن إسرائيل، وربما حتى نشر المزيد من الأصول العسكرية في المنطقة لتعزيز الردع خاصة إذا تصاعدت وتيرة الرد الإيراني وتوجيه مزيد من الصواريخ تجاه إسرائيل.
ومما يعزز استمرار تفاقم ميكانزمات الصراع والمعطيات على الأرض، مثل حالة الحزم الإسرائيلية والتماهي الأمريكي مع هذا الهدف. كذلك السلوك الإيراني الذي لا يجد مفرًا سوى الرد على إسرائيل في إطار لعبة تشبه البلياردو.
وتشير ورقة “اليوم التالي” حول ما ينبغي فعله بغزة، والتي ورد أنها متداولة داخل الحكومة الإسرائيلية، إلى عدم تحديد موعد للمغادرة، وأنه لا ينبغي لإسرائيل أن تسمح بإقامة دولة فلسطينية، بل ينبغي لها أن تجعل غزة كيانًا فلسطينيًا مستقلًا تحت الوصاية الإسرائيلية، وإن الإجماع بين الخبراء هو أن نتنياهو لن يقبل أي خطة تقيد قدرة إسرائيل على الاستمرار في ملاحقة حماس.
وعلى صعيد الساحة اللبنانية، فإن هدف نتنياهو هو تفكيك البنى التحتية العسكرية والبشرية لحزب الله مع إجباره على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني وعودة سكان الشمال الإسرائيلي.
وعلى صعيد آخر، وفي إطار احتمالية سيناريو التصعيد أعلنت إيران يوم الثالث من أكتوبر الماضي أن فيلق القدس قد استلم مهمة “محو إسرائيل”، وهو ما تبعه قيام إسرائيل بالرد على إيران في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.
الاستقرار الهش
في حالة توقف الأعمال العدائية وانتهاء الحرب في غزة ولبنان، ربما من خلال وقف إطلاق النار بوساطة وسطاء دوليين أو نتيجة للإرهاق العسكري من الجانبين الإسرائيلي وحماس وحزب الله، وفي حين تتوقف الأعمال العدائية واسعة النطاق، من المرجح أن تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات محددة ضد حزب الله والوكلاء الإيرانيين، لذا تحافظ إسرائيل على استراتيجية الضربات النوعية الدقيقة، مع التركيز على القضاء على قادة حزب الله الرئيسيين وقادة الحرس الثوري الإيراني وشحنات الأسلحة المتقدمة.
ويقلل هذا النهج من الصراع واسع النطاق ولكنه يبقي التوترات عالية، لذلك تظل التوترات الأساسية دون حل وقد تعود المنطقة إلى حالة المواجهة. في هذه المرحلة، سيكون الخيار الأكثر قابلية للتطبيق هو إنشاء هيكل “ضمان الأمن” الذي ينفذ حل الدولتين ويضمن وجود دولة فلسطينية، وبالتالي فإن هذا السيناريو يعد تكرار لما حدث من قبل وفيها هدنة هشة مؤقتة حيث يتم السيطرة على العنف دون القضاء عليه بالكامل، وتظل احتمالات نشوب الصراعات مرتفعة، وخاصة في لبنان وسوريا والعراق، حيث تستمر القوى بالوكالة في العمل.
ومع ذلك، فإن نهاية الصراعات واسعة النطاق قد تفتح نافذة من الفرص للجهود الدبلوماسية، وإن كانت من المرجح أن تركز على إدارة الوضع الراهن بدلًا من حل القضايا الأعمق التي تحرك الصراع. ومن منظور ديناميكيات القوة الإقليمية، يستمر التنافس بين إيران وإسرائيل في هذا السيناريو.
ونشير إلى أن الاختلاف الذي أحدثته إسرائيل في حروبها هذه المرة يتمثل في تدمير البنية التحتية بالكامل في غزة وهو ما تسعى لتحقيقه في لبنان ومن ثم فإن أي هدنة أو استقرار نسبي تقبل به إسرائيل بعد الصراع هو الذي يضمن لها عدم قدرة حماس أو حزب الله على تهديد أمنها الوجودي مرة أخرى.
وفي هذا السياق، فإن نتنياهو، الذي اشتكى علنًا من إدارة بايدن لأنها حجبت بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، يلعب على الوقت تحسبًا لخسارة نائبة بايدن (كامالا هاريس) المحتملة للانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر الجاري. إذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب (رغم أن إدارة بايدن قد تراجعت وسمحت بتوريد السلاح لإسرائيل وتدعمها بكافة الطرق) في الانتخابات، فمن المتوقع أن يكون أكثر دعمًا لإسرائيل من بايدن أو حتى كامالا هاريس.
وفي ذات السياق يرى الخبراء، أن إيران تستفيد من استمرار حرب غزة، التي عزلت إسرائيل دوليًا وزادت من الغضب تجاه الولايات المتحدة في الدول العربية والإسلامية والجنوب العالمي الأوسع. كما تعمل إيران على تعزيز برنامجها النووي، وتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي في أكثر مواقعها تحت الأرض حماية.
تشكيل تحالف مضاد (الأقل احتمالًا):
بعد انتهاء الصراعات، ينشأ تحالف إقليمي جديد يتمحور حول معارضة سياسات إسرائيل، ويشمل هذا التحالف بعض الدول الإقليمية الرئيسية، ويحظى بدعم من القوى العالمية مثل روسيا والصين، وقد تكون تركيا عضوًا في هذا التحالف، مع تبنى تركيا موقف أكثر تحفظًا، وتركز على تسهيل الحوار وتقديم الدعم الدبلوماسي واللوجستي للتحالف. وسيكون انخراط تركيا حاسمًا نظرًا لموقعها الجيوسياسي وقدرتها على العمل كجسر بين مختلف الجهات الفاعلة الإقليمية، لكنها لن تتولى دورًا قياديًا.
ويمكن لإيران أن تظل لاعبًا رئيسيًا في هذا التحالف بسبب معارضتها الطويلة الأمد لإسرائيل ونفوذها على مختلف الجماعات المسلحة غير الحكومية في المنطقة، ومع ذلك فإن دور إيران سيكون محدودًا بسبب الحاجة إلى الحفاظ على التماسك داخل التحالف.
إن دعم روسيا والصين يضيف ثقلًا جيوسياسيًا كبيرًا للتحالف، فكلا البلدين ينظر إلى التحالف كفرصة لتوسيع نفوذهما في الشرق الأوسط ومواجهة هيمنة الولايات المتحدة، ويشمل دعمهما الدعم الدبلوماسي والاستثمارات الاقتصادية والتعاون العسكري المحتمل، مما يعزز العمق الاستراتيجي للتحالف.
ومن منظور ديناميكيات القوة الإقليمية والعالمية، فإن تشكيل هذا التحالف، بدعم من روسيا والصين، يشير إلى تحول كبير. ورداً على ذلك، تواجه إسرائيل ضغوطًا دبلوماسية وعسكرية متزايدة وقد تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع الحلفاء الأمريكيين والأوروبيين لموازنة التحالف. إن الموقف الموحد للتحالف بشأن القضية الفلسطينية يؤدي إلى تجدد الاهتمام الدولي والضغط على إسرائيل لتغيير سياساتها. كما يؤدي التحالف، الذي تعزز بدعم روسيا والصين، إلى زيادة التعاون الاقتصادي والعسكري بين أعضائه.
قد تعمل الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، كقوة موازنة ضد التحالف الجديد المشكل ضد إسرائيل. ويمكن للولايات المتحدة أن تعزز تحالفاتها لضمان أمن إسرائيل وزيادة وجودها العسكري في المنطقة. وقد يخلق هذا التحالف منطقة جديدة من المنافسة في الشرق الأوسط بين الغرب وروسيا والصين. والحقيقة أن هذا السيناريو يصعب تحقيقه في إطار توجهات البيئة الاستراتيجية الأمنية الإقليمية والدولية، وإن المسار الحالي يشير إلى أن المنطقة تتجه نحو صراع طويل الأمد وعدم استقرار، لذلك هناك حاجة ملحة إلى إطار أمني جديد يعالج مخاوف جميع الجهات الفاعلة الإقليمية.
البجعة السوداء
يعتمد على احتمالية خروج المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس الفلسطيني محمود عباس من المشهد ونتائج الانتخابات القادمة أو المحتملة، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل وأيضًا في إسرائيل – والتي قد يخسرها نتنياهو – والتي من شأنها أن تؤثر على مستقبل المنطقة القريب والمتوسط، وتزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي متجدد مع الولايات المتحدة وتهدئة التصعيد الإقليمي إذا كانت الإدارة الإيرانية براجماتية وفازت كامالا هاريس بسباق البيت الأبيض.
أيضًا في إطار التداعيات السيئة مع استمرار الصراع وتفاقمه فانه قد تشهد البيئة الأمنية بالإقليم إعادة تنشيط بعض الجماعات الجهادية السنية في مختلف أنحاء المنطقة تحت ذريعة دعم القضية الفلسطينية.
وهذا السيناريو يضيف مزيد من الضبابية وعدم اليقين على الوضع الجيو- سياسي بالمنطقة ولا يمكن الحكم عما إذا كانت هذه الفرضيات ستدفع باتجاه سيناريو الاستقرار ام باتجاه سيناريو التصعيد الا من خلال وجود بعض التوقعات مثل حالة الرشادة السياسية لدى النظام الحاكم في إيران وفي إسرائيل وقدرة الولايات المتحدة على تحمل مسؤولياتها تجاه تحقيق الأمن والسلم بالمنطقة.
التعاون
إن حالة الإنهاك العسكري والاقتصادي لأطراف الصراع المختلفة وحالة الانقسام الشعبي داخل وتزايد قوة الميليشيات ونفوذها على الدولة الوطنية والانزلاق نحو تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي قد يدفع دول المنطقة إلى الارتكاز على الاتفاقات الجارية وتوسيع نطاقها في إطار التفكير البرجماتي ويمكن لهذا السيناريو أن يشهد قبولًا وتطبيقًا مع التوصل لحل جذري للقضية الفلسطينية على أساس شامل وعادل وبما يضمن للشعب الفلسطيني كافة حقوقه في إطار دولة كاملة الأركان والعمل وفق المبادرة العربية 2002 والتي أطلقها العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليًا للعهد في القمة العربية ببيروت، والتي دعت إلى تطبيع العلاقات بين العالم العربي وإسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة بما فيها غزة ومرتفعات الجولان ولبنان.
إعادة رسم الأمن الإقليمي
يتمثل في أن تخرج إسرائيل منتصرة من حربها على غزة ولبنان بالقضاء على حماس على الصعيدين التكتيكي والاستراتيجي، وتقليم أظافر إيران عبر القضاء على وكلائها في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله، ومن ثم يكون هناك نظام أمني جديد بدون وجود قوات عسكرية خارج نطاق الدول الوطنية، وتتم سيطرة الدول على أراضيها وحدودها من خلال الجيوش الوطنية وتكون إسرائيل في هذه الحالة صاحبة اليد العليا في الحرب وتسعى للاندماج في إعادة رسم التوازن الإقليمي من خلال عضويتها في المنطقة المركزية الأمريكية منذ قرار الولايات المتحدة في ٢٠٢١ وتحتفظ إسرائيل بتفوقها النوعي في الأسلحة التقليدية والنووية.
مجمل القول؛ إن أسوأ سيناريو محتمل هو دخول المنطقة في حرب شاملة ذات عواقب مدمرة ليس فقط على المنطقة، بل وربما على الاقتصاد العالمي الذي يشهد تباطؤ، وإن محركات هذه السيناريو يمكن رصدها على الساحتين الإسرائيلية والإيرانية على السواء، ولم تصل كوابح هذا السيناريو إلى الحد الآمن للحيلولة دون السير باتجاه تصعيد حدة المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران وتحتاط الأخيرة كثيرًا لعدم جرها إلى مواجهة عسكرية قد تطيح بثوابت النظام الإيراني.
أما السيناريو الممكن هو الاعتراف بحدوث حالة الإجهاد العسكري من أطراف الصراع (والاقتصادي مع زيادة الضغط على إسرائيل) مما يؤدي إلى تسوية محدودة مع الجهات الفاعلة الفلسطينية واللبنانية، بدعم من الولايات المتحدة، خاصة أن استمرار الصراع العسكري مع حزب الله وحدوث انتفاضة في الضفة الغربية وموجة جديدة من الإرهاب العالمي قد يؤدوا جميعًا إلى صعوبة تحقيق هذا السيناريو الممكن، مما يدفع المنطقة إلى أسوأ سيناريو للحرب الشاملة.
إن عدم وضوح (أو غياب) الاستراتيجية الإسرائيلية لليوم التالي لوقف الحرب في غزة، والتحرك الإسرائيلي نحو ضم غزة أو الضفة الغربية ــ سواء بحكم الأمر الواقع أو بحكم قانون تسنه اسرائيل ــ قد يعرض المنطقة لمزيد من مخاطر الصراع الإقليمي خاصة في الأجل الطويل والذي يتوقع فيه الندرة المتزايدة للموارد بشكل عام وتدهور البنية الأساسية والبيئة في أغلب دول الشرق الأوسط وزيادة حدة التلوث والجفاف وانخفاض نصيب الفرد السنوي من المياه بنحو 40% بحلول عام 2025.
أما السيناريو الأفضل والمتمثل في تحقيق حالة الاستقرار وقيام دولة فلسطينية وقبول إسرائيل بالمبادرة العربية وبما يضمن الاعتراف المتبادل لكل من إسرائيل وفلسطين وكذلك اعتراف الدول العربية بإسرائيل، ربما يكون السيناريو الأكثر قدرة على تحقيق الاستقرار بالمنطقة شريطة أن يكون قائمًا على حل شامل وعادل وتأسيسًا على القرارات الدولية ذات الصلة، يرتهن هذا السيناريو بدور أكثر تأثيرًا ونزاهة من الولايات المتحدة الأمريكية مع تغير رئيس الوزراء في اسرائيل وربما أيضًا تغير المشهد السياسي في إيران.
وأخيرًا، فإن تحليل محركات وكوابح كل سيناريو من السيناريوهات الخمسة المشار إليهم آنفًا، يميل إلى تغليب السيناريوهين الأول والثاني على ما دونهما في الأجلين القصير والمتوسط على الأقل، ويظل سيناريو النصر لإسرائيل وارد على الأرض نتيجة تفوقها على حماس وحزب الله وحتى إيران عسكريًا وتكنولوجيًا واستخباراتيًا وبدعم غربي تتقدمه الولايات المتحدة، إلا أن هذا النصر لن يحقق الاستقرار الكامل أو التعاون المنشود في المنطقة سوى بتسوية أسس الصراع.
تعليقات 0