23 فبراير 2025 05:04
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

في ذكرى ميلادها.. ليلى مراد أيقونة الغناء والسينما وقصة تحولها إلى الإسلام

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة ليلى مراد، التي تُعد واحدة من أبرز المطربات والممثلات في تاريخ السينما المصرية، بصوتها العذب وأدائها المميز، حفرت اسمها في ذاكرة الفن العربي، لتظل أيقونة من أيقونات الزمن الجميل.

البداية الفنية وصعود النجومية

وُلدت ليلى مراد، واسمها الحقيقي ليليان زكي مراد موردخاي، في 17 فبراير 1918 بحي حلمية الزيتون، وتلقت تعليمها في مدرسة نوتردام ديزابوتر للبنات.

نشأت في أسرة فنية، حيث كان شقيقها منير مراد من أبرز الملحنين والممثلين في عصره، بينما فضّلت شقيقتها ملكة الابتعاد عن الفن رغم امتلاكها صوتًا جميلًا.

بدأت مشوارها الفني في سن الرابعة عشرة، حيث بدأت بالغناء في الحفلات الخاصة، ثم انتقلت إلى الحفلات العامة، وانضمت إلى الإذاعة المصرية كمطربة، وسجلت العديد من الأسطوانات بصوتها.

أخبار تهمك

قناة dmc تروج لمسلسل جودر 2 معلقة : "الحكاية مانتهتش لسه والأسرار والكنوز هتنكشف " - 1 - سيناء الإخبارية

قناة dmc تروج لمسلسل جودر 2 معلقة : “الحكاية مانتهتش لسه والأسرار والكنوز هتنكشف “

مصطفى شعبان يخوض سباق دراما رمضان 2025 بـ"حكيم باشا" في أولى تجاربه الصعيدية - 3 - سيناء الإخبارية

مصطفى شعبان يخوض سباق دراما رمضان 2025 بـ”حكيم باشا” في أولى تجاربه الصعيدية

أولى خطواتها السينمائية كانت عام 1938، عندما اختارها الموسيقار محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم لتشارك في بطولة فيلم “يحيا الحب”، ومنذ ذلك الحين أصبحت ليلى مراد واحدة من نجمات السينما المصرية.

ورغم أن أدائها التمثيلي في بداياتها لم يكن بالقوة التي تميزت بها لاحقًا، إلا أن موهبتها الغنائية الطاغية لفتت انتباه الفنان يوسف وهبي، الذي ضمها إلى أفلامه، لتبدأ مرحلة جديدة من التألق الفني.

نجاح سينمائي وثنائي مميز مع أنور وجدي

قدمت ليلى مراد أكثر من 1200 أغنية، وتعاونت مع كبار الملحنين مثل محمد عبد الوهاب وزكريا أحمد ومحمد فوزي. أما في السينما، فقدمت 27 فيلمًا، وحققت نجاحًا باهرًا، خاصة بعد أن شكّلت ثنائيًا مميزًا مع الفنان أنور وجدي، حيث قدما معًا مجموعة من أنجح الأفلام الرومانسية التي لا تزال تُعرض حتى اليوم.

ورغم النجاحات الفنية الكبيرة، قررت ليلى مراد الاعتزال بعد فيلمها الأخير “الحبيب المجهول” مع الفنان حسين صدقي، لتبتعد عن الأضواء وهي في قمة مجدها الفني.

اعتناق الإسلام وقصة التحول الروحي

في عام 1946، قررت ليلى مراد اعتناق الإسلام، وهو القرار الذي أثار اهتمام الكثيرين، نظرًا لخلفيتها اليهودية. وقد روى الكاتب الصحفي محمود معروف تفاصيل هذه القصة، موضحًا أن الفنانة الراحلة كانت تعيش في شقة تطل على مسجد، وكانت في البداية تتضايق من صوت الأذان، حتى أنها طلبت من زوجها آنذاك أنور وجدي الانتقال إلى مكان آخر.

لكن مع مرور الوقت، تغيرت مشاعرها تجاه صوت الأذان، وأصبحت تشعر بطمأنينة كبيرة عند سماعه، خاصة عند ترديد عبارة “الصلاة خير من النوم”.

وفي إحدى الليالي، أخبرت زوجها بأنها ترغب في الدخول إلى الإسلام، فذهب بها في اليوم التالي إلى مشْيخة الأزهر، حيث أعلنت إسلامها رسميًا.

ارتباطها العاطفي بالإسلام

لم يكن اعتناق ليلى مراد للإسلام مجرد قرار شكلي، بل أصبح جزءًا من حياتها اليومية. فقد أكد ابنها زكي فطين عبد الوهاب، خلال لقاء تلفزيوني، أن والدته كانت متعلقة بالمساجد، خاصة مسجد السيدة نفيسة ومسجد السيدة زينب، وكانت تحب سماع القرآن الكريم، وخاصة يوم الجمعة، حيث اعتادت أن تستمع إلى أحد المشايخ يتلو آيات من القرآن في منزلها.

كما نفى زكي فطين أي خلافات عائلية نشأت بعد تحول والدته إلى الإسلام، مؤكدًا أن علاقتها بشقيقها منير مراد بقيت كما هي، دون أي توتر أو قطيعة.

إرث فني خالد

رغم مرور السنوات، لا تزال أعمال ليلى مراد الغنائية والسينمائية خالدة، فهي من النجمات القليلات اللاتي تركن بصمة لا تُمحى في وجدان الجمهور العربي. بصوتها الدافئ وأدائها المتميز، استطاعت أن تحفر اسمها في سجل الكبار، لتبقى واحدة من أهم الفنانات في تاريخ مصر والعالم العربي.

في ذكرى ميلادها، تبقى ليلى مراد رمزًا للفن الأصيل، وصوتًا لا يُنسى، وشخصية استثنائية جمعت بين الموهبة والإحساس والإيمان.