“إعادة تدوير” فيلم وثائقي يلقي الضوء على معاناة غزة في الحصول على المياه الصالحة للشرب

في فيلمها الوثائقي الصامت “إعادة تدوير”، تسلط المخرجة الفلسطينية رباب مشهراوي الضوء على معاناة سكان غزة في الحصول على المياه النظيفة، في سياق أزمة إنسانية تتفاقم بفعل العدوان المستمر على القطاع.

تعيش آلاف الأسر الفلسطينية في غزة واقعًا مأساويًا، حيث تُعتبر المياه النظيفة من أبسط مقومات الحياة التي يصعب الحصول عليها.

وبالاستناد إلى هذه المعاناة، تمكنت المخرجة مشهراوي، التي عايشت تجربة النزوح شخصيًا، من توثيق هذه الأزمة في فيلمها الذي عبر حدود اللغة وحقق شهرة في المهرجانات الدولية.

فيلم “إعادة تدوير” تم إنتاجه وسط ظروف قاسية داخل غزة المحاصرة، حيث سلطت مشهراوي الضوء على أزمة المياه التي لا تقتصر على كونها نتيجة مباشرة للعدوان، بل هي مشكلة مستمرة منذ سنوات طويلة، فالمياه في القطاع شحيحة حتى قبل بداية الصراع.

وفي حديثها أكدت مشهراوي أن الأزمة تفاقمت مع النزوح الجماعي لأكثر من مليون فلسطيني إلى مناطق جنوب ووسط القطاع التي تعاني أصلاً من نقص الموارد.

وتستعرض مشهراوي تجربتها كنازحة تحت القصف الإسرائيلي، قائلة: “أحيانًا لا نجد مياهًا صالحة للشرب لأسابيع، بسبب قصف محطات الضخ والتحلية. الوضع مأساوي لدرجة أن الأطفال حُرموا حتى من شربة ماء.”

من المعاناة إلى الفيلم
انطلقت فكرة “إعادة تدوير” من مشروع “من المسافة صفر”، حيث قررت مشهراوي توثيق معاناة سكان غزة في الحصول على المياه.

ورغم الظروف الصعبة، تم إنتاج الفيلم وسط تحديات عديدة، منها انقطاع الكهرباء، نقص وسائل التنقل، وانعدام الإنترنت. هذه العوائق لم تثنِ مشهراوي عن مواصلة العمل، إذ كانت تترك أسرتها تحت القصف وتخرج لساعات طويلة لتصوير المشاهد.

مأساة غزة

جائزة في مهرجان عمان الدولي
الفيلم الوثائقي الذي تم تقديمه كعمل صامت، نال إعجاب العديد من المهرجانات الدولية، حيث فاز بجائزة في مهرجان عمان الدولي، وعُرض في أكثر من 20 مهرجانًا سينمائيًا حول العالم، مما يعكس الأثر الكبير الذي تركته القضية الفلسطينية في المحافل العالمية.

ورغم كل التحديات التي واجهتها، أكدت مشهراوي أن عزاءها الوحيد كان في أن أسرتها بخير، وأن الفيلم استطاع نقل رسالة إنسانية قوية حول أزمة المياه في غزة إلى العالم.