في تطور لافت للجدل الدائر حول الأعمال الفنية وعلاقتها بالقيم المجتمعية، تقدم محام بإنذار رسمي إلى وزير الثقافة، بصفته الرئيس الأعلى للرقابة على المصنفات الفنية،
مطالباً بتغيير اسم فيلم “الملحد” في جميع الإعلانات والملصقات الدعائية.
وأوضح المحامي في إنذاره أن استخدام اسم “الملحد” معرفاً بـ “الـ” يضفي على الاسم صفة العَلَمية، مما قد يوحي بأن للإلحاد كياناً مؤثراً في المجتمع ويرفع من شأنه بشكل غير مستحق.
كما انتقد الحجة التي قدمها صناع الفيلم بأن الاسم مجرد وسيلة تجارية لجذب المشاهدين، معتبراً إياها “عذراً أقبح من الذنب”.
وأشار الإنذار إلى أن تصريح الرقابة بعرض الفيلم بهذا الاسم قد يُفهم على أنه دعوة لإعلاء فكرة الإلحاد، وهو ما يتعارض مع قرار مجلس الوزراء رقم 162 لسنة 1993 بشأن اللائحة التنفيذية لتنظيم أعمال الرقابة على المصنفات الفنية، والقوانين ذات الصلة.
وأكد المحامي أن هذا الأمر يمثل مخالفة صريحة لنص المادة 8 من اللائحة، التي تلزم الرقابة بعدم الترخيص لأي عمل يمس قيم المجتمع الدينية أو النظام العام، وخاصة ما يتعلق بالدعوات الإلحادية والتعرض للأديان السماوية.
يذكر أنه تم تأجيل العرض الخاص لفيلم “الملحد” الذي كان من المقرر إقامته يوم 13 أغسطس الجاري، حيث لم يتم تحديد موعد جديد للعرض الخاص أو لطرح الفيلم في السينمات حتى الآن. الفيلم من تأليف إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل، ويضم نخبة من النجوم منهم أحمد حاتم، محمود حميدة، وصابرين.
يتناول فيلم “الملحد” قضية التطرف الديني والإلحاد وتأثيرها على الشباب والمجتمع، وتأتي هذه التجربة كخامس أعمال إبراهيم عيسى في كتابة السيناريوهات السينمائية، بعد نجاحه في أفلام مثل “خيانة مشروعة”، و”مولانا”، و”الضيف”، و”صاحب المقام”.
الفيلم يشارك فيه أيضًا عدد من الفنانين البارزين مثل شيرين رضا، نجلاء بدر، وغيرهم، ويتميز بموسيقى تصويرية من تأليف راجح داوود.
يأتي هذا الإنذار في سياق الجدل المستمر حول حدود الحرية الفنية وعلاقتها بالقيم المجتمعية والدينية في مصر، مما يثير تساؤلات حول دور الرقابة الفنية وآليات تنظيم المحتوى الإعلامي والفني في البلاد.
حتى الآن، لم يصدر رد رسمي من وزارة الثقافة أو الجهات المعنية بالرقابة على المصنفات الفنية حول هذا الإنذار، ويترقب المراقبون ما ستؤول إليه هذه القضية في الأيام القادمة.
