24 نوفمبر 2024 16:00
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تكريم المخرجة السنغالية ماتي ديوب في مهرجان القاهرة السينمائي يشغل غضب المصريين

أشعل تكريم المخرجة السنغالية ماتي ديوب في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي موجة من الغضب العارم في الشارع المصري، بعدما تبين أنها من أنصار الأفكار التي طرحها شيخ المركزية الإفريقية “الأفروسنتريك” أنتا ديوب، والتي تنكر ملكية المصريين لحضارتهم وتدعي أن الحضارة المصرية هي ملك للأفارقة.

احتجاجات على تكريم “أفروسنتريك” في مصر
كان الغضب قد بدأ يظهر بشكل مكثف من خلال حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من النشطاء والمثقفين المصريين بسحب الجائزة الممنوحة لماتي ديوب. واتهموا إدارة المهرجان بإهانة الهوية المصرية وتاريخها العريق، مؤكدين أن الأفكار التي تؤمن بها ديوب تتناقض مع واقع التاريخ المصري وهويته.

تكريم المخرجة السنغالية ماتي ديوب في مهرجان القاهرة السينمائي يشغل غضب المصريين

المخرجة تدعم أفكار “أنتا ديوب”
وفي تصريحات لها خلال المهرجان، أعربت ماتي ديوب عن دعمها لأفكار أنتا ديوب، الذي يعتبر أن الحضارة المصرية ليست ملكًا للمصريين، بل هي ملك لأفارقة “الأفروسنتريك”، مشيرًا إلى أن مصر كانت في الماضي مستعمرة إثيوبية. كما أضافت ديوب أنها تعتبر هذه الأفكار صحيحة، وهو ما أثار استياء الكثيرين، لاسيما في ظل كون المهرجان يقام على أرض مصر.

ردود فعل غاضبة من المثقفين والناشطين
وفي تعليقها على هذا الحدث، قالت أستاذة الفنون والحضارة الدكتورة هدى عبد العزيز: “هذا الموقف أصبح مؤلمًا ومستفزًا، يجب أن نعرف تاريخنا وجغرافيتنا ونعرف كيف نواجه هذه المحاولات لطمس هويتنا”. وأضافت أنها تشعر بالحزن من صمت المثقفين والفنانين في المهرجان تجاه هذا التكريم الذي يهدد الهوية المصرية.

وتابعت الدكتورة هدى: “متى سنستفيق؟ إذا استمر هذا الفكر الأفروسنتريك في الانتشار، سيؤدي ذلك إلى سرقة حضارتنا المصرية والتأثير على مكانتها التاريخية”. كما طالبت بتقديم اعتذار رسمي من إدارة المهرجان على هذا التكريم المثير للجدل.

مطالب بالتحقيق في تكريم المخرجة ديوب
من جانبها، عبرت الكاتبة شيرين هلال عن استيائها الشديد قائلة: “يجب سحب الجائزة من ماتي ديوب والتحقيق مع من جلبوها لمصر”. وأضافت أن فكرة الفيلم الذي تم تكريم ديوب عنه في مهرجان برلين، والذي يدعم “استرجاع الآثار الأفريقية”، يتماشى مع رؤية أنتا ديوب ويستهدف إثارة الجدل حول ملكية الحضارة المصرية.

ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي
على مواقع التواصل الاجتماعي، طالب العديد من الناشطين بسحب الجائزة من ماتي ديوب، وأعربوا عن رفضهم لاستمرار انتشار الأفكار الأفروسنتريكية في مصر. وعلق بعضهم على الواقعة قائلين إن تكريم ديوب في مهرجان القاهرة يعد بمثابة “اختراق ثقافي”، خاصة في ظل وجود فنانين مصريين لم يعترضوا على هذا التكريم في مشهد يُظهر صمتًا غريبًا من الحضور.

موقف وزير الثقافة ورئيس المهرجان
من جهة أخرى، تزامن الغضب الشعبي مع دعوات للاعتذار من الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، عن هذا التكريم، معتبرين أن صمت إدارة المهرجان يعتبر تواطؤًا مع الأفكار التي تسعى لتغيير الوعي الجماعي المصري حول هويته وحضارته.

تكريم المخرجة السنغالية ماتي ديوب في مهرجان القاهرة السينمائي يشغل غضب المصريين

الجدل يزداد مع مرور الوقت
هذا الموقف يفتح بابًا واسعًا للجدل حول دور مهرجان القاهرة السينمائي في تكريم الأعمال الفنية وما يترتب عليه من تأثيرات ثقافية، ومدى تأثره بالتيارات الفكرية الخارجية التي تتبنى أفكارًا مناقضة لتاريخ وهوية مصر.