في ذكرى ميلادها.. أسمهان بين الفن والألغاز التي أحاطت بحياتها ووفاتها
تمر اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة أسمهان، التي تركت بصمة استثنائية في تاريخ الفن العربي والمصري، ليس فقط بفضل صوتها الفريد وأعمالها الفنية الخالدة، ولكن أيضًا بسبب حياتها المثيرة والدرامية التي انتهت بمأساة غامضة ظلت محورًا للجدل لسنوات طويلة.
البداية من السفينة
وُلدت أسمهان، واسمها الحقيقي “آمال الأطرش”، على متن باخرة كانت تنقل أسرتها من تركيا إلى سوريا، هربًا من نزاعات سياسية. استقرت العائلة في جبل الدروز، حيث كانت تعيش حياة مرفهة كونها تنتمي لعائلة أمراء.
لكن وفاة والدها الأمير فهد الأطرش قلبت حياتهم رأسًا على عقب، فهربت والدتها بأطفالها إلى مصر بعد اندلاع الثورة السورية الكبرى.
رغم الظروف الصعبة، تمكنت والدة أسمهان من الحفاظ على الروح الأميرية في أبنائها، إلا أن الحياة أجبرتها على العمل لكسب لقمة العيش.
عملت الأم في الأديرة وأحيانًا كمطربة في المناسبات، وهناك اكتُشف صوت أسمهان الفريد الذي وصفه الموسيقار داوود حسني بأنه “كنز لا يُقدر بثمن”.
التحول إلى “أسمهان”
كان داوود حسني أول من آمن بموهبة “آمال”، وقرر إطلاق اسم “أسمهان” عليها، تيمّنًا بمطربة أخرى توفيت في شبابها. بهذا الاسم، بدأت أسمهان رحلتها مع الشهرة، لتصبح إحدى أهم الأصوات التي عرفها الوطن العربي، بأعمال لا تزال حاضرة في وجدان الجماهير.
لغز النهاية المأساوية
في 14 يوليو 1944، رحلت أسمهان عن عالمنا بطريقة غامضة لم تُكشف حقيقتها حتى اليوم. كانت في طريقها إلى رأس البر عندما انقلبت سيارتها وسقطت في المياه، لتفارق الحياة وهي في الـ32 من عمرها.
التكهنات حول وفاتها لم تتوقف، ولامست الجميع، من زوجها السابق أحمد سالم، إلى نجمة الغناء أم كلثوم التي اعتُبرت منافسة شرسة لها. كما طالت الشائعات قوى سياسية، حيث اتُهمت أسمهان بالتجسس لصالح الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.
حتى أقرب الناس إليها، شقيقها فؤاد الأطرش وزوجها السابق حسن الأطرش، لم يسلموا من اتهامات بالتورط في الحادث بسبب خلافات عائلية.
إرث لا يُنس
رغم النهاية الغامضة، يظل اسم أسمهان حاضرًا كرمز للفن الأصيل والموهبة الاستثنائية.
صوتها العذب وأغانيها التي تفيض بالرقي لا تزال شاهدة على عصر ذهبي من الموسيقى العربية، مما يجعل ذكراها محطة دائمة للتأمل في موهبتها وحياتها التي جمعت بين المجد والألم.
تعليقات 0