28 نوفمبر 2024 03:29
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

يا طالعين الجبل.. ملحمة تروي حكاية الصمود الفلسطيني في أيام قرطاج المسرحية

ينسج العمل الأردني ” يا طالعين الجبل ” ملحمة إنسانية تستعرض معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال، مقدّمًا صورة حية عن التضحيات والآلام التي عاشها الفلسطينيون عبر عقود طويلة من النضال.

العرض، الذي قُدّم ضمن فعاليات المسابقة الرسمية لـ أيام قرطاج المسرحية 2024، استند إلى رواية “عد إلى البيت يا خليل” للكاتبة كفى الزعبي، ليعيد إحياء محطات حاسمة في تاريخ القضية الفلسطينية.

ثريا.. صوت المقاومة وصورة الوفاء
تتمحور المسرحية حول شخصية “ثريا”، المرأة الفلسطينية التي تحمل على كاهلها ألم الفقدان بعد استشهاد زوجها المقاوم يوسف في إحدى المعارك.

يا طالعين الجبل.. ملحمة تروي حكاية الصمود الفلسطيني في أيام قرطاج المسرحية

وفي مشهد يحبس الأنفاس، تصر ثريا على استعادة جثة زوجها لتدفنه بكرامة، في صورة رمزية تعكس الوفاء وتحدي الموت بمعاني الصمود والحياة.

امتزجت مشاعر الحزن والأمل في كل لحظة من العرض، حيث تماهت معاناة ثريا مع معاناة وطن بأكمله يقاوم الاحتلال ويتشبث بجذوره وأرضه.

الأغنية الشعبية.. سلاح الهوية والمقاومة
افتتح العرض بترويدة فلسطينية تراثية “يا ولاد حارتنا يويا”، ليغمر المسرح بروح التراث الفلسطيني. شكّلت الموسيقى والأغاني الشعبية عنصرًا محوريًا في البنية الفنية للمسرحية، حيث كانت كل أغنية تحكي قصةً من معاناة الفلسطينيين، مجسّدةً تمسكهم بهويتهم الثقافية كسلاح لمواجهة الاحتلال.

بين الواقع والرمزية.. قراءة مغايرة للتاريخ الفلسطيني
بإخراج متميز من عبد السلام قبيلات، جمع العرض بين السرد التاريخي والتعبير العاطفي من خلال استخدام الأغاني التراثية والموسيقى كوسيط فني.

وتنقل المسرحية المشاهد عبر محطات من المآسي الفلسطينية، بدءًا من مذبحة دير ياسين في 1948 وصولًا إلى مجزرة جنين في 2002، مما يعكس حجم الدمار والمعاناة التي عاشها الفلسطينيون.

المخرج استلهم من الرمزية والأساطير العالمية لتسليط الضوء على الروح المقاومة، ما جعل العمل يتجاوز كونه توثيقًا للمعاناة ليصبح رسالة عالمية عن التحدي والأمل.

يا طالعين الجبل.. ملحمة تروي حكاية الصمود الفلسطيني في أيام قرطاج المسرحية

رسالة أمل في وجه الألم
رغم المآسي التي يسردها العرض، فإن “يا طالعين الجبل” يحمل بين طياته رسالة أمل وصمود، حيث حاول المخرج بث مواقف احتفالية تبرز الروح القوية للشعب الفلسطيني وقدرته على مواجهة المحن.

العرض الذي قدّمته فرقة مسرح الشمس الأردنية هو شهادة فنية وإنسانية تخلد نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال في غزة والضفة وتؤكد أن المقاومة لا تزال حية في وجدانهم.

أيام قرطاج.. منصة للقضايا الإنسانية
في هذا السياق، يُعد تقديم مسرحية “يا طالعين الجبل” في أيام قرطاج المسرحية 2024 تأكيدًا على دور الفن في حمل قضايا الشعوب ومعاناتها إلى العالم. فقد أثبت العرض أن المسرح يمكن أن يكون أداة قوية للتعبير عن الأوجاع، وفي الوقت ذاته منارة للأمل والتشبث بالحياة.

هذا العمل المسرحي لم يكن مجرد عرض فني، بل دعوة للتأمل في معاناة الفلسطينيين، وإحياء لقضيتهم في الوجدان العربي والدولي، ليبقى الفن وسيلة لتجسيد التاريخ والهوية في وجه النسيان.