قامت شركات كبرى بتطوير منتجات أكثر ابتكارا وأعلى سعرا، الأمر الذي جذب المزيد من محبي الحيوانات خاصة من الجيل “زد”، حيث ازدهرت سوق رعاية الحيوانات الأليفة على نحو غير مسبوق في الآونة الأخيرة .
وحسب صحيفة “الغارديان البريطانية” فإن قيمة سوق خدمات ومنتجات رعاية الحيوانات الأليفة عالميا يتوقع أن تقفز إلى ما يقرب من 500 مليار دولار بحلول نهاية العقد الجاري.
وفي الولايات المتحدة وحدها من المتوقع أن تجتذب تلك السوق أكثر من 150 مليار دولار من الإنفاق هذا العام، ارتفاعاً من 97.1 مليار دولار قبل خمس سنوات فقط.
“مارس بيتكير”.. مبيعات مهولة
وسلطت صحيفة “الغارديان” على النجاحات الهائلة التي حققتها شركة “مارس بيتكير Mars Petcare” التي تتخصص في توفير منتجات التغذية والرعاية الصحية عالية الجودة للحيوانات الأليفة.
وتقع الشركة في مقر مترامي الأطراف بولاية تينيسي الأمريكية، التي تحتضن فيه عدة مواقع توفر أنشطة متنوعة للغاية لرعاية الحيوانات، الأمر الذي يجذب عشاق أصحاب الحيوانات الأليفة ذوي الإنفاق المرتفع.
وتفتخر سامانثا تالبوت، التي تدير الموقع، بأن جدول الرعاية النهارية الذي توفره المنشأة للحيوانات “يحتوي على أنشطة أكثر من مدارس الأطفال”، كما أخبرها أحد الزبائن.
وشركة “مارس بيتكير”، إحدى شركات مجموعة “مارس” العملاقة، تحتضن نخبة لا تعد ولا تحصى من العلامات التجارية التي تستهدف البشر، مثل شوكولاتة تويكس وسنيكرز و M&Ms وعلكة ريجلي وصلصة الطهي Dolmio، إلا أن التكتل الضخم الذي يعد أحد أكبر الشركات الخاصة في العالم يدر الآن أموالاً من أعماله التي تركز على الحيوانات أكثر من تلك التي تستهدف البشر!
تقف “مارس بيتكير” وراء العشرات من العلامات التجارية لأغذية الحيوانات الأليفة، بما في ذلك Royal Canin وPedigree وSheba وWhiskas، بالإضافة إلى ما يقرب من 3000 عيادة بيطرية ومستشفى ومختبر تشخيصي.
ومن بين المبيعات البالغة 50 مليار دولار التي حققتها مجموعة “مارس” في عام 2023، تقول الشركة إن نحو 60% جاء من ذراعها لرعاية الحيوانات الأليفة “مارس بيتكير”.
جيل جديد وطلب أعلى
ومع ذلك، فإن الطلب يتغير بذات السرعة التي ينمو بها، إذ يتسم جيل جديد من المالكين للحيوانات بأولويات واهتمامات وأساليب جديدة.
“قبل ثلاثين عاما كانت الكلاب تنام في الحديقة.. الآن ينامون في أسرتنا!”، يقول لويك موتو، الرئيس العالمي لشركة “مارس بيتكير”لصحيفة الغارديان.
وقال إن المزيد من الناس يحصلون الآن على حيوانات أليفة في وقت مبكر من حياتهم، إذ إن نحو 16% من أصحاب الحيوانات الأليفة الأمريكيين هم الآن من الجيل Z.
ويلفت موتو إلى أن طبيعة العلاقة ذاتها قد تغيرت بين الحيوانات وملاكها، إذ أصبح من المرجح الآن أن يصطحب الملاك حيواناتهم حتى في العطلات التي يسافرون فيها إلى أماكن بعيدة.
كما أن هذا الجيل أقل استعدادا للثقة بشركات أغذية الحيوانات الأليفة أو حتى الأطباء البيطريين، إذ يقوم الملاك الأصغر سنا بواجباتهم ويتحدون بسهولة الأطباء البيطريين الذين يعالجون حيواناتهم الأليفة، والشركات التي تصنع طعامهم.
وقال موتو “هذا الجيل أكثر تشاؤما بكثير، وبالتالي متطلبا، ويدقق في مدى صدقنا فيما نقترحه ونقدمه”.
يشار إلى أن شركة مارس اقتحمت لأول مرة سوق الحيوانات الأليفة عندما اشترت الشركة البريطانية المصنعة لطعام الكلاب المعلب “تشابي” في عام 1935.
وفي الآونة الأخيرة قامت الشركة ببناء سلسلة واسعة من العيادات والمستشفيات البيطرية من خلال سلسلة من عمليات الاستحواذ بمليارات الدولارات.
وساعد النمو المتسارع لقسم رعاية الحيوانات الأليفة شركة مارس على مضاعفة مبيعاتها عبر أعمالها الأوسع على مدى العقد الماضي.
ويعتقد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة مارس أن المبيعات في هذا السوق سوف ترتفع -بل ينبغي لها- لسنوات مقبلة.
ويقول موتو “الحيوانات الأليفة تصنع عالما أفضل بالنسبة لنا.. ونريد نحن أن نصنع عالما أفضل للحيوانات الأليفة”.
