الصين تطبق الإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية على صادرات الدول الأفريقية الفقيرة

دخلت هذا الأسبوع حيز التنفيذ مبادرة الصين للإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية على الصادرات القادمة من الدول الفقيرة في أفريقيا، وذلك في خطوة تعزز نفوذ بكين في القارة السمراء، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أنجولا.

وتأتي هذه الخطوة كفصل جديد في صراع القوى العظمى على النفوذ الاقتصادي في أفريقيا، حيث تتنافس الصين والولايات المتحدة على تعزيز علاقاتهما الاقتصادية مع القارة.

تحول استراتيجي في سياسة الصين الاقتصادية تجاه أفريقيا
أعلنت الصين منذ عام 2021 تحول سياستها من الإقراض المباشر إلى تعزيز التجارة والاستثمار، خاصة بعد أن تخلفت عدة دول أفريقية عن سداد ديونها، مثل زامبيا في 2020.

أخبار تهمك

أسعار الدواجن والبيض.. استقرار في رمضان وبدء التراجع من الأسبوع الثاني للشهر الكريم

البنك المركزي المصري يسحب 6.5 تريليون جنيه من السيولة قبل اجتماع الفائدة

وتعد خطوة الإعفاء الجمركي الأخيرة جزءًا من هذا التحول، حيث شملت إلغاء الرسوم على 140 منتجًا إضافيًا مثل الأرز والقمح والسكر والقطن والخشب.

بدأت الصين تقديم إعفاءات جمركية لبعض المنتجات من البلدان الأفريقية الأقل دخلًا في 2005، لكنها وسعت نطاق هذه المبادرة لتشمل منتجات جديدة، مما يعزز علاقاتها التجارية مع الدول الأفريقية ويخفف الأعباء الاقتصادية عنها.

الصراع على النفوذ: الصين مقابل الولايات المتحدة
تمثل هذه الخطوة تصعيدًا للمنافسة الاقتصادية بين بكين وواشنطن. بينما قدمت الصين مليارات الدولارات من القروض عبر مبادرة “الحزام والطريق”، قلصت هذه القروض بشكل كبير منذ 2019، مركزة على التجارة والاستثمار بدلاً من الإقراض.

من جهة أخرى، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز خططها التجارية مع أفريقيا من خلال مبادرات تشمل إعفاءات جمركية محددة لبعض الدول الأفريقية، لكن نطاقها ما زال محدودًا مقارنة بمبادرة الصين.

الصادرات الأفريقية وجهتها الرئيسية الصين
وفقًا لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، كانت الصين في عام 2022 الوجهة الأولى لصادرات الدول النامية في أفريقيا، حيث بلغت قيمة الصادرات نحو 101 مليار دولار. وجاءت بعدها إيطاليا بقيمة 46 مليار دولار، ثم الهند وإسبانيا.

نقد للعلاقات الصينية-الأفريقية
رغم توسع المبادرات التجارية، تواجه الصين انتقادات بسبب طبيعة علاقاتها مع الدول الأفريقية، والتي يراها البعض استنزافًا للموارد الطبيعية. تعتمد الدول الأفريقية بشكل كبير على تصدير المواد الخام مثل النفط والنحاس والكوبالت، بينما تستورد السلع المصنعة ذات القيمة المضافة الأعلى من الصين.

التحديات المستقبلية
مع تصاعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة على النفوذ الاقتصادي في أفريقيا، يبقى السؤال عن كيفية تحقيق القارة السمراء استفادة مستدامة من هذه التحركات الدولية. هل يمكن أن توازن بين القوتين العظميين لتعزيز اقتصادها وتنويع مصادر دخلها؟ أم أن المنافسة ستظل تركز على استغلال الموارد دون تنمية حقيقية؟