حشد المستثمرين لتعزيز التقنيات المراعية للبيئة

30 يونيو 2024
حشد المستثمرين لتعزيز التقنيات المراعية للبيئة

أكد الملياردير الشهير بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت ، ان التقنيات المراعية للبيئة ، والتي تعتبر مربحة، قد تشعل “ثورة صناعية خضراء على مستوى العالم”.

ومناشدة غيتس، كانت خلال مشاركته في مؤتمر أقيم في العاصمة الإنجليزية لندن على مدار ثلاثة أيام، ركز خلاله الملياردير الأمريكي المعروف بأعماله الخيرية، على أكثر من مئة شركة تعمل على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة في القطاعات الرئيسية المسببة لانبعاثات الكربون مثل التصنيع والطاقة والنقل، والتي تُعد السبب الرئيسي لتغير المناخ.

وبحسب “ياهوو نيوز”، المؤتمر أقيم برعاية صندوق غيتس الاستثماري “بريكثرو إنرجي”، الذي استثمر في أكثر من مائة شركة تشارك في تحول الطاقة.

وبصفته مستثمرًا بأغلبية الأسهم في الصندوق الذي أنشأه في عام 2015، واستثمر من خلاله حوالي 2.2 مليار دولار في التقنيات الناشئة مثل الأسمنت منخفض الكربون والطيران الخالي من الانبعاثات ومواد البناء المستدامة، يؤمن غيتس بشدة بأهمية الابتكار في هذا القطاع.

وبالرغم من أن العديد من التقنيات في هذا المجال لا تزال في بداياتها، إلا أن رجل الأعمال الأمريكي يدرك أن التمويل هو عنصر أساسي في هذه المعركة.

لذا، يسعى إلى توسيع قاعدة المستثمرين من صناديق رأس المال المجازف إلى صناديق التقاعد والصناديق السيادية، وإقناعهم بجدوى الاستثمار في التقنيات المراعية للبيئة.

وقد خاطب غيتس المستثمرين بقوله “مساعدتكم في حل مشكلة المناخ، تتيح لكم الفرصة لإنشاء أعمال تجارية كبيرة ومربحة للغاية.”

في الوقت نفسه، تتعرض المبادرات الابتكارية في المسائل البيئية لانتقادات شديدة، حيث يرى البعض أنها تشتيت مكلف عن الأولوية الحقيقية المتمثلة في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير وتمويل البلدان النامية في تحولها إلى الطاقة المستدامة والتكيف مع تغير المناخ.

ويدرك بيل غيتس أن الابتكار ليس الحل لكل المشاكل في قطاع تحول الطاقة، لكنه يمكن أن يساهم في هذا المسار.

وقال غيتس للصحفيين بعد القمة، “أعتقد أن الأمور يمكن أن تتقدم من خلال الإبداع البشري”، مضيفًا، “أنا مقتنع بأننا قادرون على توفير جميع الخدمات التي تحتاجها البشرية دون انبعاثات كربونية وبدون زيادة في تكلفة هذه الخدمات”، وتابع “لا أعتقد أنه من الجنون أن نكون متفائلين.”

وأشار غيتس إلى أنه قبل أقل من عشر سنوات، كان اهتمام المستثمرين بتكنولوجيا المناخ محدودًا للغاية، بعد جمع أول مليار دولار بالتعاون مع أثرياء آخرين، منهم رئيس “أمازون” جيف بيزوس ورئيس “علي بابا” جاك ما، إذ لم تجذب النسخة الأولى من قمة “بريكثرو إنرجي” في عام 2022 سوى بضع مئات من المشاركين.

ولكن منذ ذلك الحين، بدأ مستثمرون آخرون في الاهتمام بالشركات الناشئة في هذا القطاع، الذي كان يُنظر إليه لفترة طويلة على أنه محفوف بالمخاطر.

وهذا العام، اجتمع حوالي 1500 من مدراء المصارف وصناديق الاستثمار المدعومة من الحكومات والشركات الكبرى لاستعراض محركات الطائرات الهيدروجينية التي صممتها شركة “زيروافيا” ZeroAvia، أو الفولاذ منخفض الكربون من “بوسطن ميتال”، أو المغناطيس الضخم الذي تستخدمه شركة “كومنولث فيوجن سيستمز” لاختبار الاندماج النووي.