مصر تطلق النسخة الثانية من استراتيجية الذكاء الاصطناعي مطلع 2025
أعلنت مصر إطلاق النسخة الثانية من استراتيجية الذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى تسخير إمكانيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة التحديات الوطنية، وتحقيق التنمية المستدامة.
تركز الاستراتيجية الجديدة على تحسين جودة الخدمات العامة، دعم الابتكار في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتطوير الكفاءات البشرية، بما يضمن تعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية في هذا المجال المتسارع.
استراتيجية وطنية متطورة
أوضح الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال كلمته في قمة “الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي”، أن النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي ستنطلق مطلع العام المقبل، 2025، بهدف توسيع نطاق الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
تشمل الاستراتيجية محاور رئيسية تتضمن:
إطلاق برامج تدريبية متقدمة لإعداد كوادر متخصصة قادرة على قيادة التحول الرقمي.
تعزيز البنية التحتية الرقمية، مع توفير موارد حوسبية متطورة لدعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة.
تطوير حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية، مثل تحسين نظم الرعاية الصحية، تطوير الزراعة الذكية، وإدارة الموارد المائية.
حوكمة البيانات لضمان التوازن بين حماية خصوصية المستخدمين وتعظيم الاستفادة من البيانات.
خطوات عملية لدعم الابتكار
شهدت القمة حضور عدد من كبار المسؤولين والقيادات في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ممثلون عن شركة “تيراداتا” الرائدة في تحليل البيانات.
أكد الوزير أن مصر خطت خطوات جادة منذ تشكيل المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي في 2019، حيث أعد المجلس استراتيجية وطنية تهدف إلى:
رفع الوعي المجتمعي حول إمكانيات الذكاء الاصطناعي.
إنشاء كليات وبرامج تعليمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الجامعات.
تنفيذ مشروعات تطبيقية مبتكرة في مجالات الصحة، الزراعة، وإدارة الموارد.
إنجازات ملحوظة على المستوى العالمي
أشار طلعت إلى أن هذه الجهود أثمرت عن تحقيق تقدم كبير لمصر في مؤشر جاهزية الدول في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تقدمت البلاد 50 مركزًا خلال السنوات الخمس الماضية.
كما أكد أن وزارة الاتصالات أنشأت مركز الابتكار التطبيقي لدعم البحث والتطوير، مما ساهم في تطوير تطبيقات حديثة باستخدام الذكاء الاصطناعي في عدة قطاعات حيوية.
التحديات والفرص المستقبلية
أوضح الوزير أن التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات جديدة تتطلب معالجة شاملة، من أبرزها:
حيادية البيانات وضمان عدم انحيازها في الأنظمة الذكية.
تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، ما يستلزم تطوير برامج تدريبية جديدة تلائم احتياجات السوق.
شراكات دولية واستثمارات واعدة
في سياق متصل، أكد ممثلو شركة “تيراداتا” التزامهم بتوسيع أنشطتهم في مصر، مشيدين بتوافر الكفاءات الشابة والبيئة الداعمة للابتكار.
وأعرب برافين ثاكور، نائب الرئيس الأول للشركة، عن تطلعه إلى تعزيز التعاون مع مصر في مجال تحليل البيانات وتطوير الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن تاريخ الشركة في مصر يمتد لأكثر من 15 عامًا.
نحو مستقبل رقمي مشرق
تأتي هذه الاستراتيجية كجزء من رؤية مصر 2030 للتحول الرقمي، التي تسعى إلى تعزيز مكانة البلاد كوجهة إقليمية للابتكار التكنولوجي.
من خلال هذا التوجه الطموح، تسير مصر بخطى واثقة نحو بناء اقتصاد رقمي متكامل، يساهم في تحسين جودة الحياة، دعم الابتكار، وجذب الاستثمارات، مما يعزز موقعها الريادي في المنطقة والعالم.
تعليقات 0