مناورة بحرية بالعلمين لمكافحة التلوث البترولي بالتزامن مع حفر أول بئر بالمياه العميقة غرب المتوسط
شهد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، انطلاق فعاليات مناورة عملية لمحاكاة مكافحة تلوث بحري بالمواد البترولية في ميناء الحمرا بمدينة العلمين الجديدة. تأتي هذه المناورة بالتنسيق مع شركة أكسون موبيل التي تستعد لحفر أول بئر استكشافي نفرتاري-1 في المياه العميقة بمنطقة غرب البحر المتوسط.
تمتد المناورة على مدار ثلاثة أيام، وتشمل تنفيذ فرق العمل لأعمال حماية الشواطئ السياحية والمناطق الاستراتيجية باستخدام حواجز مطاطية ومعدات متخصصة لاحتواء التلوث واسترجاعه. هذه الخطوة تأتي في إطار حرص وزارة البترول على تحقيق أعلى معايير التوافق البيئي وتدريب الكوادر البشرية على أحدث الأساليب والممارسات في هذا المجال.
وأكد الوزير طارق الملا أن المناورة تعد نموذجاً مهماً لتنامي ثقافة التوافق البيئي، مؤكداً على التزام الدولة المصرية باتباع المعايير العالمية للحفاظ على البيئة وتفعيل خطة الطوارئ الوطنية لمكافحة التلوث البحري. وأشاد بالمستوى المتقدم لفريق العمل من حيث الجاهزية والاستعداد والأداء التنسيقي.
وأشار الملا إلى أن المناورة التي تتم بشراكة موسعة مع جهات متعددة، تعكس قدرة الدولة المصرية على التعامل بكفاءة مع أي تلوث بحري بترولي محتمل، مما يبعث برسالة طمأنة للمستثمرين بقدرة البلاد على الحفاظ على البيئة البحرية والثروات الطبيعية.
استمع الوزير خلال المناورة إلى شرح من عمرو أبوعيطة، رئيس شركة أكسون موبيل مصر، حول استخدام نماذج المحاكاة الرقمية لتتبع حركة التلوث واحتوائه، وأهمية هذه التقنيات في تأمين الشواطئ الحساسة بيئيًا. وأوضح أن فريق المكافحة الإقليمي لشركة أكسون موبيل يضم متخصصين وخبراء من 27 دولة، ويجري تجربتين سنويًا في دول مختلفة لقياس ورفع درجة الاستعداد لإدارة الأزمات.
كما شاركت في المناورة القوات البحرية وجهاز شؤون البيئة وهيئة البترول وإيجاس وويبكو وبتروسيف وشركة (OSRL) العالمية المتخصصة في الاستجابة للانسكاب النفطي.
حضر المناورة عدد من كبار المسؤولين في قطاع البترول، من بينهم الجيولوجي علاء البطل، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للبترول، ونوابه، وعدد من رؤساء الشركات التابعة للوزارة.
أهمية المناورة في تعزيز جاهزية القطاع
تأتي هذه المناورة في وقت حرج، حيث تستعد شركة أكسون موبيل لحفر البئر الاستكشافي نفرتاري-1 في مياه عمقها حوالي 1727 مترًا بعد إجراء دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية شاملة. وتعد هذه البئر الأولى في المياه العميقة بمنطقة غرب البحر المتوسط، مما يبرز أهمية الاستعداد الكامل لمواجهة أي طارئ قد يطرأ خلال العمليات الاستكشافية والتنموية.
هذه المبادرة تعكس التزام قطاع البترول المصري بتطوير الصناعة مع مراعاة التوافق البيئي، مما يسهم في تحقيق التحول الطاقي الكامل واستغلال كافة الإمكانيات المتطورة للحفاظ على البيئة ودعم التنمية المستدامة.
تعليقات 0