27 ديسمبر 2024 00:19
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الأوقاف:«الحياء خير كله».. موضوع خطبة الجمعة المقبلة بجميع مساجد الجمهورية

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة في 27 من جمادى الأولى 1446هـ، الموافق 29 نوفمبر 2024م، بعنوان “الحياء خير كله”.

وقالت الوزارة ان الخطبة تهدف إلى بيان أهمية التحلي بخلق الحياء، باعتباره بابًا من أبواب التقوى ومفتاحًا لحب الناس.

نص الخطبة:

الحياء خير كله

الحمد لله العزيز الحميد، القوي المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من نطق بها فهو سعيد. سبحانه هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلايل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ورسله، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته. اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

إن الحياء شمس الأخلاق ونبراسها، ودرة القيم وتاجها، فإذا كان لكل دين خلقًا، فإن خلق الإسلام هو الحياء. والحياء والإيمان قرناء جميعًا، والحياء شعبة من الإيمان، وإذا كان مقام الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن باب الإحسان هو الحياء.

أيها الأحبة! ما هو الحياء؟ إن الحياء خلق جليل يحمل الإنسان على اجتناب ما يلحق به الذم والعيب. إنه شعور فطري عميق يبعد عن الإنسان كل ما لا يليق به، وما لا يجمّل من أخلاقه، ويظهر من تقديره لكرامته وعظمة مكانته عند ربه ونفسه. الحياء هو الرفعة، وهو التنزه عن الدناءة والرذائل.

أيها الناس! الحياء هو حال عباد الله الصالحين، يجدون فيه زكاة للروح، وحياة للضمير، وسموًا للأخلاق. إنه حائط صد أمام القبائح والمعايب. أهل الحياء هم أهل التقوى والفضيلة، أما أهل الصفاقة فيهوون بهم الانحلال إلى واد سحيق. فإن من لا يستحيي لا يُؤمَن على مال أو عرض، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحيِ فافعل ما شئت».

أيها المتوج بالحياء، ما أعظم أخلاقك وأرقى خصالك! يكفيك شرفًا أن الحياء صفة من صفات الله عز وجل: «إن الله حيٌّ كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليْهِ يديه أن يردهما صفرًا خائبتين». فبالحَيَاء تتراقى إلى مراتب الجمال، وتمتلك ناصية الإحسان، ولا ترد سائلًا أو تعنف مسترشدًا، وتجمع القلوب بحب وود وحياء عظيم.

أيها النبيل! ليكن حياؤك كحياء الكريم يوسف عليه السلام، الذي منعه الحياء والعفة من السقوط في الفواحش، ليحظى بتأييد الله وعونه. كما علمنا الدعاء المحمدي: «اللهم إني أسالك الهُدى، والتقى، والعفَّة، والغنى». وكن كما قال القائل:

“ورب قبيحة ما حال بيني
وبين بلوغها إلا الحياء
فكان هو الدواء لها ولكن
إذا ذهب الحياء فلا دواء.”

أيها الحيي، أبشر! فإن الحياء لا يأتي إلا بخير. الحياء هو دليل نبل الإنسان، ورفعة أصله، وصفاء معدنه. إنه باب عظيم من أبواب التقوى، الذي يفتح الله به بركات السماء والأرض.

ختامًا، نسأل الله أن يرزقنا جميعًا خلق الحياء، وأن يجعلنا من أهل التقوى والفضيلة، وأن يرفعنا بخلق الحياء في الدنيا والآخرة.