رئيس الحكومة السورية يدعو إلى تعاون وطني.. بداية جديدة لسوريا تسودها المحبة والتسامح
أطلق رئيس الحكومة السورية، الدكتور محمد غازي الجلالي، نداءً وطنيًا شاملًا يدعو فيه إلى التعاون مع جميع الأطراف السورية، مؤكدًا استعداده للعمل مع أي قيادة يختارها الشعب لتحقيق مستقبل مستقر ومزدهر لسوريا.
وفي كلمة مسجلة ألقاها اليوم الأحد، شدد الجلالي على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة والمرافق العامة التي تمثل شريان الحياة للسوريين، قائلاً: “أي قيادة يختارها السوريون سنتعاون معها، وسنمد أيدينا للجميع لضمان استمرارية عمل المؤسسات والحفاظ على المرافق العامة التي هي ملك لكل مواطن سوري”.
وحث الجلالي المواطنين على التحلي بالعقلانية في التعامل مع الظروف الراهنة، مؤكدًا أن الأملاك العامة تمثل إرثًا وطنيًا يجب حمايته من أي ضرر. وأضاف: “هذه المرافق ليست ملكًا لحكومة أو جهة بعينها، بل هي من حق الشعب السوري الذي بنى هذه المؤسسات بجهده وعرقه على مدار عقود”.
التزام بالوحدة الوطنية
ونفى الجلالي الشائعات المتداولة حول مغادرته البلاد، مؤكدًا بقاءه ضمن سوريا لخدمة المواطنين والسعي لتحقيق استقرارها. وقال: “لن أغادر إلا بطريقة سلمية تحفظ كرامة الدولة وتضمن استمرار عمل مؤسساتها، لأن الأولوية هي نشر الأمان وإعادة بناء الثقة بين المواطنين”.
وفي موقف لافت، أبدى رئيس الحكومة استعداده للتعاون مع المعارضة السورية التي أظهرت التزامًا بالوحدة الوطنية، مضيفًا: “نحن مستعدون للعمل مع أي طرف يضع مصلحة سوريا فوق كل اعتبار. علينا جميعًا أن نجلس معًا ونتحاور بعيدًا عن لغة السلاح وسفك الدماء، فالاختلاف لا يعني الانقسام”.
رؤية لسوريا محايدة ومنفتحة
وتحدث الجلالي عن رؤيته لسوريا المستقبلية، مشيرًا إلى ضرورة بناء علاقات متوازنة مع دول الجوار والعالم بعيدًا عن أي تكتلات أو تحالفات إقليمية قد تؤثر على مصالح البلاد. وقال: “نعمل من أجل سوريا مستقلة القرار، قادرة على تحقيق السلام الداخلي وبناء جسور التعاون مع الجميع دون الإضرار بمصالحها الوطنية”.
رسالة أمل وتسامح
واختتم الجلالي كلمته بتوجيه رسالة أمل إلى الشعب السوري، داعيًا الجميع إلى التسامح والتكاتف لبناء مستقبل أفضل. وأعرب عن أمله في أن تكون هذه اللحظة نقطة تحول نحو عهد جديد يسوده السلام والمحبة. وقال: “نطمح إلى صباح جديد تشرق فيه شمس الأمل على سوريا، بلد يعيش فيه الجميع بكرامة وسلام، ويعيد النسيج الوطني المتماسك الذي كان دومًا مصدر فخرنا”.
كلمة الجلالي تأتي في وقت مفصلي يمر به السوريون، حيث باتت الحاجة ملحة إلى خطاب يعيد توحيد الصفوف ويفتح المجال أمام مصالحة وطنية حقيقية تضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. هذه الدعوة قد تمثل بارقة أمل لطي صفحة الأزمات والانطلاق نحو بناء وطن جديد يتسع للجميع.
تعليقات 0