20 يناير 2025 12:26
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

هشام الحسيني.. من داعم لغزو العراق إلى أول رجل مسلم يتحدث في حفل تنصيب رئيس أميركي

في الأشهر التي سبقت غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003، برز اسم رجل الدين المسلم هشام الحسيني، المقيم في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأميركية، كأحد الأصوات المؤثرة التي دعمت الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

الحسيني لعب دورًا محوريًا في التعبير عن موقف الجالية العراقية الأميركية بديربورن، وهي الجالية التي سعت جهات مثل البنتاغون ووكالات حكومية أخرى للتواصل معها بغية تعزيز فكرة أن الغزو قد يساهم في نشر الديمقراطية بالعراق.

خلال حرب العراق، أصبح الحسيني شخصية معروفة على مستوى الولايات المتحدة، حيث ظهر في برامج تلفزيونية وطنية عبر قنوات مثل “فوكس نيوز” و”سي إن إن”، مما ساعده على ترسيخ اسمه كصوت بارز داخل الجالية العربية والإسلامية.

وفي سبتمبر 2009، اجتمع الحسيني مع قادة آخرين من العرب الأميركيين بمدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت في ديربورن، في إطار جهود التواصل التي كانت تبذلها الوكالة مع المجتمع العربي.

أخبار تهمك

البورصة المصرية تبدأ الأسبوع بانتعاشة قوية مدفوعة بالاستثمارات المحلية والعربية - 1 - سيناء الإخبارية

البورصة المصرية تبدأ الأسبوع بانتعاشة قوية مدفوعة بالاستثمارات المحلية والعربية

الدفاع المدني بغزة: أرقام صادمة تكشف حجم المأساة الإنسانية جراء العدوان الإسرائيلي - 3 - سيناء الإخبارية

الدفاع المدني بغزة: أرقام صادمة تكشف حجم المأساة الإنسانية جراء العدوان الإسرائيلي

واليوم، يعود الحسيني إلى الأضواء مرة أخرى، ولكن هذه المرة بدور مختلف.

فقد اختير من قبل الرئيس المنتخب دونالد ترامب للمشاركة في حفل تنصيبه، حيث ألقى كلمة بجانب رجال دين آخرين، وهو حدث أثار جدلًا واسعًا بسبب خلفياته السياسية والدينية.

انتقادات حادة لاختيار الحسيني

اختيار الحسيني أثار غضب بعض الجماعات والمواقع الإعلامية المؤيدة لإسرائيل والمحافظين، حيث اتهمته هذه الجماعات بالتعاطف مع إيران وحزب الله اللبناني، الذي تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

المنظمة الصهيونية الأميركية أصدرت بيانًا شديد اللهجة جاء فيه: “سيكون من شأن ذلك أن يرسل رسالة رهيبة ويضع نقطة سوداء على ولاية الرئيس ترامب الجديدة أن يمنح معادٍ للسامية ومدافع عن حزب الله منصة بارزة في حفل التنصيب”.

هذا الموقف يعكس تحولًا كبيرًا في علاقة الحسيني بتلك الجماعات، حيث كان في السابق متحالفًا مع المحافظين والمؤيدين لإسرائيل في دعم الإطاحة بصدام حسين، لكنه الآن يجد نفسه في معسكر معارض لها، وفقًا لوسائل إعلام محلية.

دوافع دعم الحسيني لترامب

في تصريحات سابقة، أوضح الحسيني أنه يدعم ترامب لأنه يراه “أكثر سلامًا” مقارنة بالرئيس الحالي جو بايدن، ولأنه يعتبره أقرب إلى تعاليم “الكتاب المقدس والتوراة والقرآن”.

هذا الموقف يتماشى مع رأي العديد من قادة العرب الأميركيين الذين يعتقدون أن ترامب لعب دورًا محوريًا في تحقيق وقف إطلاق النار في لبنان وغزة.

حدث غير مسبوق

سيكون الحسيني أول رجل دين مسلم في التاريخ يلقي كلمة خلال حفل تنصيب رئيس أميركي، ورغم أن رجال دين مسلمين شاركوا في مناسبات لاحقة لأداء القسم، إلا أن وجود الحسيني في حفل التنصيب ذاته يُعد سابقة تاريخية.

الحسيني سيشارك مع ثلاثة رجال دين آخرين في ختام الحفل، وهم الحاخام الدكتور آري بيرمان، رئيس جامعة يشيفا، والقس لورينزو سويل من كنيسة 180 ديترويت، والقس الأب فرانك مان من أبرشية بروكلين الكاثوليكية الرومانية.

من هو هشام الحسيني؟

الحسيني هو رئيس مركز كربلاء التعليمي الإسلامي، الذي تأسس عام 1995 في ديربورن، ليكون مكانًا روحيًا للاجئين العراقيين الذين فروا من حكم صدام حسين.

اشتهر الحسيني بمحاضراته وخطبه التي تربط بين الأديان، فضلًا عن مواقفه الصريحة تجاه قضايا اجتماعية مثيرة للجدل مثل معارضته للمثلية والماريغوانا، وهي مواقف عززت تقاربه مع الجمهوريين المحافظين.

اختيار الحسيني للتحدث في حفل التنصيب يعكس تعقيدات العلاقة بين الدين والسياسة في الولايات المتحدة، حيث تتداخل المصالح السياسية مع الأبعاد الدينية لتعكس صورة جديدة عن المشهد العربي والإسلامي في أميركا.