كشفت مجلة 972+، بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على حرب غزة، أن الأهداف المعلنة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تمثلت في “ملاحقة قادة حماس والقضاء عليهم”، تخفي وراءها نوايا حقيقية مختلفة. إذ تسعى إسرائيل إلى إنشاء “منطقة عازلة” يُمنع الفلسطينيون من دخولها.
أوضحت المجلة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام عمدًا منذ بداية الحرب بهدم المباني على طول الحافة الشرقية لقطاع غزة، بهدف إنشاء “منطقة عازلة” بعرض كيلومتر واحد بين المناطق المأهولة بالسكان في غزة وإسرائيل، ما يشكل حوالي 16% من أراضي غزة.
وأضافت المجلة أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تهجير آلاف المدنيين بشكل دائم، وسيؤثر بشكل كبير على القطاع الزراعي المحدود في غزة. منذ أكتوبر الماضي، تم توسيع نقطة تفتيش نتساريم المهجورة إلى طريق بطول 6.5 كيلومتر يقسم القطاع.
وفقًا لتقرير المجلة، تُظهر صور الأقمار الصناعية “ممر نتساريم” الممتد من الحدود الشرقية لغزة إلى البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى أعمال بناء مكثفة للوحدات السكنية وأبراج الاتصالات ومرافق البنية التحتية الأخرى. من خلال بناء مواقع استيطانية على طول ممر نتساريم، سيتمكن جيش الاحتلال من السيطرة على الحركة وتقييدها عبر غزة وتنفيذ العمليات البرية.
وأشارت المجلة إلى أن إسرائيل كانت تحتفظ بمنطقة عازلة بعمق 300 متر داخل أراضي غزة، حيث كانت تطلق النار وتقتل الفلسطينيين الذين يدخلون المنطقة. ولم يُسمح بالدخول إلى هذه المنطقة إلا لعدد قليل من المزارعين بموافقة الجيش.
يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن توسيع المنطقة العازلة ضروري لتمكين الإسرائيليين من العودة إلى البلدات المحيطة بقطاع غزة، التي تم إخلاؤها بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر. ترى المجلة أن هذا التحرك يشكّل أيضًا خطوة استراتيجية من إسرائيل لتعزيز موقفها في المفاوضات المستقبلية. وأكدت المجلة أن هذا التدمير الواسع للممتلكات الخاصة واحتلال الأراضي خارج الحدود المعترف بها لإسرائيل يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وله عواقب وخيمة على السكان المدنيين في غزة.
