اشتباكات عنيفة في حلب وإدلب.. و273 قتيل و23 غارة جوية لإيقاف زحف المسلحين
تواصلت المعارك العنيفة اليوم الجمعة في مناطق متفرقة من محافظتي حلب وإدلب، وسط تصعيد ميداني لافت من الجانبين. أعلن الجيش السوري عن استمراره في التصدي لهجوم واسع النطاق يستهدف محاور استراتيجية في المنطقتين، فيما أكدت الفصائل المسلحة تحقيق مكاسب ميدانية كبيرة خلال الأيام الأخيرة.
تقدم الفصائل المسلحة
وفقًا لتقارير محلية، أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها على 64 قرية وبلدة في ريفي حلب الغربي والجنوبي منذ انطلاق الهجوم يوم الأربعاء الماضي.
ويبدو أن التقدم الأبرز تحقق في حيي الحمدانية وحلب الجديدة، حيث تمكنت الفصائل من دخول أطرافهما بعد تنفيذ هجوم مزدوج باستخدام سيارات مفخخة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل المسلحة، وعلى رأسها “جبهة النصرة”، نجحت في التقدم بعمق 8 كيلومترات داخل ريف حلب، مستغلة الدعم بأسلحة ثقيلة ومتوسطة وطائرات مسيّرة.
الجيش السوري يعزز مواقعه
في المقابل، أكد الجيش السوري أنه استعاد السيطرة على بعض المواقع في ريفي حلب وإدلب بعد اشتباكات وصفها بأنها “عنيفة وشرسة”.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية إرسال تعزيزات إضافية عبر محور خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، بالتنسيق مع فصائل وصفتها بالصديقة.
وأشار الجيش في بيان إلى أنه كبد الفصائل المسلحة خسائر فادحة في الأفراد والعتاد، حيث دمر عشرات الآليات والطائرات المسيّرة. كما أفاد باستخدام المسلحين أسلحة متطورة في الهجوم، ما يشير إلى تصعيد نوعي في العمليات العسكرية.
تصعيد جوي
على الجانب الآخر، كثف الطيران الحربي الروسي والسوري غاراته على مناطق سيطرة الفصائل في إدلب وريفها.
وأفاد المرصد السوري بتنفيذ 23 غارة جوية على مواقع مختلفة خلال الساعات الماضية، في محاولة لوقف تقدم المسلحين.
خسائر بشرية فادحة
ارتفع عدد قتلى الاشتباكات المستمرة منذ يومين إلى 273، بحسب المرصد السوري، بينهم 132 من الفصائل المسلحة ونحو 90 من قوات الجيش السوري.
ويرجح أن الأرقام مرشحة للزيادة مع استمرار المواجهات وتوسع رقعة القتال.
مشاهد من الميدان
تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر إطلاق الفصائل المسلحة صواريخ من منطقة خان العسل غربي حلب باتجاه المدينة، في مشهد يعكس حدة المعارك وارتفاع وتيرتها.
ملامح المرحلة المقبلة
التطورات الميدانية تشير إلى مرحلة جديدة من التصعيد في شمال سوريا، وسط غموض يكتنف الموقف السياسي والعسكري. ومع استمرار المعارك، تظل التساؤلات قائمة حول قدرة الأطراف المتنازعة على تحقيق حسم ميداني سريع، أو إمكانية انزلاق المشهد إلى صراع أطول وأكثر تعقيدًا.
تعليقات 0