الأمم المتحدة: 44% من ضحايا العدوان على قطاع غزة أطفال والنساء 26% والمجاعة وشيكة
بعد مرور أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تكشف تقارير حديثة من وكالات الأمم المتحدة عن تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، ما دفع هذه الجهات إلى دق ناقوس الخطر بشأن تداعيات الأوضاع على المدنيين في القطاع المكتظ بالسكان.
ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OHCHR)، فإن النساء والأطفال كانوا الأكثر تضررًا، حيث شكّلوا نحو 70% من إجمالي ضحايا العدوان خلال الأشهر الستة الأولى من النزاع، مما يعكس انتهاكًا واضحًا للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي.
وأشار التقرير إلى أن 80% من الوفيات المؤكدة وقعت في المباني السكنية، حيث بلغت نسبة الأطفال بين الضحايا 44% والنساء 26%.
واعتبر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن هذه النسب المرتفعة للخسائر المدنية تعود إلى عدم الامتثال لمبادئ التمييز والتناسب في استخدام القوة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين.
وقال تورك: “إن استمرار هذا النمط من الهجمات على مدى أكثر من عام يظهر تجاهلًا واضحًا لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني”.
الأطفال والنساء في مواجهة القصف وتدمير المدارس
تزامنًا مع تقرير OHCHR، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بيانًا أكدت فيه توثيق 64 هجومًا على المدارس خلال شهر واحد فقط، مما يعادل تقريبًا هجومين يوميًا.
وأوضحت أن هذه الهجمات أسفرت عن استشهاد 128 شخصًا، بينهم عدد كبير من الأطفال، مشيرة إلى أن الوضع في شمال غزة هو الأكثر تدهورًا، حيث أدى القصف المتواصل والنزوح الجماعي إلى دفع الأطفال نحو حافة الخطر الشديد.
وأوضحت اليونيسف أن نحو 95% من المدارس في القطاع قد تضررت جزئيًا أو كليًا منذ بدء العدوان، مما حرم عشرات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم الآمن وأدى إلى تفاقم الأزمة النفسية والاجتماعية التي يعاني منها صغار السن.
مجاعة وشيكة وتحذيرات من كارثة إنسانية
وفيما يتعلق بتوافر الغذاء، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا حذرت فيه من “احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة”، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الإمدادات الغذائية بسبب الحصار والقصف المستمر.
وأشار التقرير إلى أن شحنات المساعدات الإنسانية انخفضت إلى 58 شاحنة فقط يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ عام، مقارنة بـ500 شاحنة كانت تدخل القطاع قبل بدء الحرب.
وأكدت المنظمة أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 312% منذ بداية العدوان، مما زاد من معاناة السكان وأدى إلى تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية.
ودعا تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام للمنظمة، إلى ضرورة التحرك السريع لزيادة حجم المساعدات الإنسانية وضمان وصولها بشكل آمن إلى المناطق المتضررة، قائلًا: “نحتاج إلى توفير الطعام والأدوية الضرورية خلال الأيام القادمة، وليس الأسابيع”.
استجابة إنسانية ملحة وضغوط دولية
مع تصاعد الأزمات، تزداد المطالبات الدولية بضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على إسرائيل من أجل السماح بمرور المساعدات بشكل سلس إلى داخل غزة وتخفيف الحصار الذي يعمّق من معاناة السكان.
وتبرز هذه التقارير أهمية التعاون الدولي لضمان حماية المدنيين والامتثال للقوانين الدولية، وكذلك توفير الحماية للأطفال والنساء، الذين هم الأكثر تأثرًا بالنزاعات المسلحة.
هذا الوضع المتدهور يلقي بظلاله على مستقبل الأجيال القادمة في غزة ويهدد بتحول الوضع الإنساني إلى كارثة حقيقية ما لم يتم التحرك بسرعة لتقديم الدعم اللازم ووقف العمليات العسكرية التي تزيد من تعقيد المشهد المأساوي في القطاع.
تعليقات 0