الإخوان.. إعلام بلا علاج : وصف المرض وافتعال الأزمات دون روشتة

في كتابه “الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط”، يفتح الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، النار على الآلة الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان، التي تواصل بث خطابها المسموم ليل نهار، عبر كل القنوات والمنصات، موجّهة سهامها نحو الداخل المصري، في حملة لا تهدأ ولا تنتهي.

رشوان يصف هذا الإعلام بأنه لا يتوقف عن “الصيد في الماء العكر”، متربصًا بكل قرار أو سياسة أو تحرك حكومي، لينسج من حوله روايات مملوءة بالتحامل والتشويه، لا تهدف إلا لزعزعة ثقة المواطنين في دولتهم، وتغذية وهم مستحيل: العودة إلى الحكم بعد أن لفظهم المصريون بثورة 30 يونيو.

لكن اللافت، كما يشير رشوان، أن هذا الإعلام الذي يفرط في توصيف ما يزعمه من أزمات ومشاكل، يعجز تمامًا عن تقديم أي حلول أو بدائل. فلا تجد بين مقدميه وضيوفه من يجرؤ على طرح رؤية إصلاحية أو خطة بديلة، بل يكتفون بسرد طويل ممل يغرق في التهويل دون تقديم أي “روشتة” للعلاج.

ويشبه رشوان إعلاميي الجماعة بـ”منتحلي مهنة الطب”، يلبسون البالطو الأبيض ويتحدثون بوقار مصطنع، بينما هم يجهلون أساسيات “العلاج” الذي يدّعون تقديمه. وتمامًا كما يُعاقب من يتصدى لمعالجة الناس دون مؤهلات طبية، يرى رشوان أن ما يفعله هذا الإعلام قد يصل حد الجريمة ضد الإنسانية، لأنه يوجه رسائل الفزع والكذب لكل المصريين، دون تمييز، وبلا أي إحساس بالمسؤولية أو التبعات.

الإخوان.. إعلام بلا علاج

لا يرى رشوان في إعلام الإخوان سوى آلة للدعاية السوداء، تُعلي من الضجيج، وتفتقر لأي مضمون إصلاحي أو واقعي، مكتفية بتأجيج الغضب وإشعال الأوهام.