الاحتلال ينشئ منصبًا جديدًا لتجنيد الحريديم.. خطوة نحو الدمج أم تعزيز للتطرف
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن استحداث منصب “مستشار رئيس الأركان لشؤون الحريديم“، في محاولة لحل أزمة الخدمة العسكرية لهذه الفئة المتشددة من اليهود.
والقرار يهدف إلى جذب الحريديم للالتحاق بالخدمة العسكرية، مع الحفاظ على خصوصيتهم الدينية.
منصب استراتيجي أم باب للتوترات؟
يُعتبر المنصب الجديد حلقة وصل بين الجيش الإسرائيلي والمجتمع الحريدي، ويهدف إلى ضمان التزام الجيش بالتفاهمات المتعلقة بالخدمة العسكرية لهذه الفئة، مثل الفصل بين الجنسين وتوفير أجواء تتناسب مع معتقداتهم الدينية.
وفقًا لتقارير صحيفة يديعوت أحرونوت، يُتوقع أن يشغل المنصب شخصية بارزة من الحريديم برتبة عسكرية رفيعة مثل مقدم أو عقيد. ويُطرح عدد من الأسماء البارزة للمنصب، من بينهم الحاخام إيلاد تساديكوف، المعروف بخلفيته الدينية والعسكرية، والحاخام رام موشيه ربعد، الذي استقال من الجيش بسبب اعتراضه على دمج النساء في الاحتفالات العسكرية، والحاخام دوف بوبارسكي، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس المجتمع الحريدي في القدس.
الحريديم: معضلة الخدمة العسكرية
الحريديم، الذين يشكلون نحو 12% من سكان إسرائيل، كانوا معفيين لفترة طويلة من الخدمة العسكرية الإلزامية بدعوى التفرغ لدراسة التوراة. ومع ارتفاع أعدادهم واعتمادهم على الدعم الحكومي، أصبح إدماجهم في الجيش قضية حساسة ومثيرة للانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي.
من الناحية العملية، يتبع الحريديم داخل الجيش جدولًا مختلفًا يتضمن الصلاة ثلاث مرات يوميًا ودروسًا دينية، مع استثناء كامل من العمل مع النساء.
كتيبة “نيتسح يهودا” وسجل من الانتهاكات
تشمل الجدل أيضًا كتيبة “نيتسح يهودا”، التي تضم جنودًا حريديم وتعمل بشكل أساسي في الضفة الغربية. وارتبطت هذه الكتيبة بسجل من الانتهاكات بحق الفلسطينيين، بما في ذلك الاعتداءات العنيفة على المعتقلين، مما يثير تساؤلات حول انعكاس تأثير الحريديم على الجيش الإسرائيلي وسلوكه تجاه الفلسطينيين.
آفاق المنصب الجديد
بينما يُروج للمنصب كخطوة نحو تحقيق التوازن بين المتطلبات الدينية والعسكرية، يرى منتقدون أنه قد يزيد من تعقيد المشهد الداخلي للجيش الإسرائيلي، ويعزز نفوذ التيارات المتشددة.
تعليقات 0