الذكرى الـ98 لميلاد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.. الحنجرة الذهبية وسفير القرآن الكريم
تحل اليوم الذكرى الـ98 لميلاد أحد أعظم قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي أضاء بصوته سماء الإيمان وملأ قلوب الملايين بالخشوع.
لم يكن مجرد قارئ عادي، بل كان رمزًا عالميًا لكتاب الله، وجاب بقاع العالم ناشرًا نور القرآن الكريم بصوته العذب الذي أطلق عليه “الحنجرة الذهبية”.
النشأة والبداية
وُلِدَ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في قرية المراعزة بمدينة أرمنت بمحافظة قنا، في 1 يناير 1927، ونشأ في أسرة قرآنية عريقة. جده لأبيه الشيخ عبد الصمد كان حافظًا متقنًا للقرآن الكريم، بينما كان جده لأمه الشيخ أبو داود علمًا من أعلام التصوف بمدينة أرمنت.
بدأ عبد الباسط مشواره مع القرآن في الكُتَّاب وهو في السادسة من عمره، وأتم حفظ كتاب الله في العاشرة، لم يكتفِ بالحفظ فقط، بل تعمق في القراءات السبع على يد الشيخ محمد سليم حمادة، الذي كان يصطحبه معه لإحياء المناسبات الدينية، مما ساهم في انتشار اسمه بمحافظات الصعيد مبكرًا.
الشهرة والانطلاق إلى العالمية
في عام 1951، سافر الشيخ إلى القاهرة ليبدأ مرحلة جديدة من حياته، حيث التحق بإذاعة القرآن الكريم التي فتحت له أبواب الشهرة.
عُيِّن قارئًا لمسجد الإمام الشافعي، ثم مسجد الإمام الحسين، لتصبح تلاواته حديث الشارع المصري والعالم الإسلامي. كما كان أول نقيب لقراء مصر عام 1984، في اعتراف رسمي بمكانته بين عظماء القراء.
سفير القرآن في العالم
لم تقتصر شهرة الشيخ عبد الباسط على مصر، بل امتدت إلى مختلف دول العالم، لبَّى دعوات من دول مثل السعودية، وسوريا، وفلسطين، والكويت، والجزائر، وجنوب أفريقيا، وفرنسا، والهند، والولايات المتحدة، قرأ في الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى، والمسجد الأموي بدمشق، مما أكسبه لقب “صوت مكة”.
كان استقباله في هذه الدول يليق بمكانته، حيث احتفى به الملوك والرؤساء، وأصبح صوتًا للسلام والإيمان، وسفيرًا مميزًا للقرآن الكريم.
التكريمات والأوسمة
نال الشيخ عبد الباسط العديد من التكريمات، أبرزها وسام الأرز من لبنان، الوسام الذهبي من باكستان، وسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين.
الوفاة والإرث الخالد
في 30 نوفمبر 1988، رحل الشيخ عبد الباسط عن عالمنا بعد مسيرة عطاء استمرت لعقود، كانت جنازته يومًا مشهودًا، حيث اجتمع الآلاف لتوديع “الحنجرة الذهبية” التي لن يطويها النسيان.
ترك الشيخ إرثًا لا يُقدَّر بثمن من التسجيلات القرآنية التي لا تزال تضيء حياة الملايين حول العالم، وتذكرنا دائمًا بقيمة القرآن الكريم وصوت من أعظم خدامه.
تعليقات 0