شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، في الجلسة العامة الأولى لقمة “بريكس بلس” المنعقدة في مدينة قازان الروسية، حيث ألقى كلمة هامة تناول فيها أبرز القضايا والتحديات التي تواجه العالم حالياً، مع التركيز على أهمية تعزيز التعاون بين دول الجنوب لمواجهة هذه الأزمات.
وأعرب السيسي عن تقديره العميق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دعوته للمشاركة في هذا الاجتماع الدولي الهام، مشيداً بالدور الذي يلعبه تجمع “بريكس” كمنصة للتعاون الدولي القائم على الاحترام المتبادل بين الدول.
وأوضح السيسي في كلمته أن قمة “بريكس بلس” تأتي في وقت حرج، حيث يشهد العالم تحديات معقدة ومتعددة الأبعاد، تهدد مصداقية النظام الدولي متعدد الأطراف.
كما أكد أن النزعات الحمائية والسياسات الأحادية التي تتبناها بعض الدول الكبرى تضعف التعاون العالمي وتزيد من التحديات التي تواجه الدول النامية، مما يجعل من الضروري تكاتف هذه الدول وتعزيز التعاون جنوب-جنوب كإحدى الوسائل الفعالة للتغلب على هذه التحديات.
وفي سياق حديثه عن الأزمات الدولية الراهنة، أشار السيسي إلى الوضع المتأزم في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة التي تجاوزت عامها الأول.
وأدان السيسي هذه الاعتداءات، مؤكداً أنها تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة، ولفت إلى أن هذا الصراع يمتد ليشمل لبنان، مما يضاعف من حجم المخاطر ويعكس تفريغ النظام الدولي من مبادئه وازدواجية المعايير.
وشدد السيسي على ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف التصعيد الخطير في المنطقة، محذراً من أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى حرب شاملة تؤثر سلباً على العديد من الدول، خاصة فيما يتعلق بحركة الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر، مما يهدد استقرار سلاسل الإمداد العالمية والتجارة الدولية.
وفي هذا الإطار، أوضح السيسي أن مصر كانت دائماً في طليعة الدول التي تدعم التعاون بين الدول النامية وتحرص على تعزيز علاقات التعاون “جنوب-جنوب” في مختلف المحافل الدولية. وأكد أن مصر لن تدخر جهداً في دعم أولويات دول الجنوب ومصالحها على الساحة الدولية.
وأكد السيسي أن بنوك التنمية متعددة الأطراف، مثل “بنك التنمية الجديد” و”البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية”، تلعب دوراً محورياً في تمويل مشروعات التنمية المستدامة بالدول النامية.
وشدد على أهمية توسيع نفاذ الدول النامية إلى التمويل الميسر، خاصة في ما يتعلق بمشروعات البنية التحتية والمناخ. كما دعا إلى استثمار اجتماعات “بريكس بلس” لتعزيز تبادل الخبرات بين الدول وتنفيذ مشروعات مشتركة تعود بالنفع المتبادل على جميع الأطراف.
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس السيسي التزام مصر الكامل بمواصلة العمل على تعزيز التعاون الدولي بين دول البريكس ودول الجنوب.
وشدد على أن هذا التعاون هو المفتاح لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجهها دول الجنوب.
كما أعرب عن تطلعه إلى مستقبل أفضل للشعوب النامية، يتميز بالعدالة والمساواة في الفرص والتمويل والتكنولوجيا، مما يعزز قدرتها على مواجهة التحديات العالمية.
واختتم السيسي كلمته بالإشادة بالتجمعات الدولية مثل “بريكس” التي توفر منصة مهمة لتكثيف التعاون والتنسيق بين الدول النامية والدول الصديقة والمؤثرة من خارج التجمع، مشيراً إلى أن هذه الجهود المشتركة هي السبيل الأمثل لتحقيق المصالح المشتركة ومواجهة التحديات المتزايدة التي تهدد استقرار النظام الدولي.
