السودان يرحب باستخدام روسيا حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع القرار البريطاني

أثار استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار البريطاني بشأن السودان موجة من التساؤلات حول دور وفعالية الأمم المتحدة في معالجة الأزمات العالمية.

جاء الفيتو الروسي ليزيد من تعقيد الأزمة السودانية ويعزز الانقسامات الدولية، وسط تأييد سوداني وترحيب رسمي بهذه الخطوة.

وأكد السفير السوداني لدى روسيا، محمد الغزالي، أن الفيتو الروسي كان متوقعًا، نظرًا للعلاقات القوية بين البلدين وفهم موسكو العميق للأحداث الجارية في السودان.

وأضاف أن موقف روسيا يعكس التزامها بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مما يشكل حماية لسيادة ووحدة السودان.

موقف الحكومة السودانية ودور روسيا في دعم السودان رحبت الحكومة السودانية بالفيتو الروسي، واعتبرته تعبيرًا عن التزام موسكو بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي.

كما أشادت بالدعم الروسي الذي يحافظ على استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية، وأعربت عن أملها أن تسهم هذه الخطوة في وضع حد لاستخدام مجلس الأمن كمنبر لفرض الوصاية السياسية وخدمة أجندات دولية ضيقة، مما قد يضعف دوره في حفظ السلم والأمن الدوليين.

وزير الخارجية السوداني يشيد بالدبلوماسية الروسية
وصرح وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، بأن استخدام روسيا للفيتو يمثل انتصارًا دبلوماسيًا أسقط مشروع القرار البريطاني وأحبط محاولات إدخال قوات أممية للسودان.

وأكد الوزير أن الحلول الدبلوماسية والإعلامية تلعب دورًا أساسيًا في دعم القوات المسلحة، مشيرًا إلى أهمية تكامل الجهود بين وزارتي الخارجية والإعلام لتحقيق السلام في السودان من خلال مفاوضات تحقق الأهداف التي يسعى لها الشعب السوداني.

ردود الفعل الدولية على الفيتو الروسي
في المقابل، وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، استخدام روسيا للفيتو بأنه “مشين”، مشيرًا إلى أن روسيا كانت الدولة الوحيدة التي عارضت مشروع القرار الذي حظي بتأييد 14 عضوًا في المجلس.

كما انتقدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-جرينفيلد، الموقف الروسي، معتبرةً أنه يناقض دعم روسيا المعلن للأفارقة ويعطل جهود حماية المدنيين وإنقاذ الأرواح في السودان.

جاء الفيتو الروسي ليعكس التحولات الجيوسياسية والتحديات التي تواجه الأمم المتحدة في الحفاظ على وحدة المواقف الدولية تجاه النزاعات المستمرة، ما قد يفتح بابًا لمزيد من التحليلات والتساؤلات حول مستقبل دور مجلس الأمن في تحقيق الاستقرار العالمي.