الصين تنجح في اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات بعد 44 عامًا من آخر تجربة

26 سبتمبر 2024
الصين تنجح في اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات بعد 44 عامًا من آخر تجربة

نجحت الصين في اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات، مما يمثل قفزة نوعية في قدراتها العسكرية النووية ويثير مخاوف بشأن التوازن الاستراتيجي في المنطقة والعالم.

أعلنت الصين أنها أطلقت صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات في أعالي البحار بالمحيط الهادئ، حيث حلّق فوق النقطة الشمالية للفلبين، ويُعتقد أنه أول اختبار من نوعه منذ أوائل الثمانينيات.

الصين تنجح في اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات بعد 44 عامًا من آخر تجربة

وأوضحت وزارة الدفاع الصينية أن الإطلاق، الذي تم في الساعة 8:44 صباحًا بتوقيت بكين، كان جزءًا من “ترتيب روتيني في خطتنا التدريبية السنوية” وأن الصاروخ يحمل رأسًا حربيًا وهميًا.

تفاصيل الإطلاق والتحذيرات الدولية

سقط الصاروخ في مناطق بحرية متوقعة، ولم تقدم الوزارة مزيدًا من التفاصيل، مشيرةً إلى أن الإطلاق لم يكن موجهًا إلى أي دولة أو هدف محدد. ومع ذلك، نقلت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية أن السلطات الفلبينية تلقت تحذيرات بحرية وجوية مرتبطة بالإطلاق، لكنها لم تُفصح عن طبيعة العملية.

وعبّر المتحدث باسم الحكومة اليابانية عن قلقه من عدم إبلاغ بلاده قبل الإطلاق، معتبرًا أن الحشد العسكري السريع للصين يُشكل مصدر قلق خطير. كما أصدرت وزارة الدفاع التايوانية بيانًا عن رصدها إطلاق صواريخ صينية، دون تقديم تفاصيل إضافية.

في نيوزيلندا، اعتُبر هبوط الصاروخ في المحيط الهادئ “تطورًا غير مرحب به ومثير للقلق”، حيث عبّر وزير الخارجية عن توقعات زعماء المحيط الهادئ بضرورة الحفاظ على منطقة سلمية ومستقرة.

دلالات جديدة على القدرات العسكرية الصينية

يرى محللون أن الصاروخ الذي تم اختباره يُحتمل أن يكون من نوع “دونج فينج-41″، الذي يتمتع بمدى يتراوح بين 12 ألفًا و15 ألف كيلومتر، أو من نوع “دونج فينج-31” بمدى بين 7200 و8000 كيلومتر.

وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تتوقع أن تضاعف الصين عدد رؤوسها الحربية النووية من حوالي 500 إلى 1000 بحلول نهاية العقد، حيث يملك جيش التحرير الشعبي حوالي 350 صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات.

توجهات الصين المستقبلية

أكد درو تومسون من كلية لي كوان يو للسياسة العامة أن اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات ليس بالأمر المعتاد بالنسبة للصين، حيث كانت آخر تجربة مماثلة في عام 1980. وتعكس هذه الخطوة توجه الصين لتعزيز قدراتها النووية في ظل التوترات المتزايدة مع الغرب، مما يُلقي بظلال من الشك على الاستقرار الإقليمي والعالمي.