تتسارع التطورات في الضفة الغربية بشكل يثير القلق، حيث أعلنت سلطات دولة الاحتلال الإسرائيلي تصنيف المنطقة كـ”منطقة حرب”، في خطوة تشير إلى استعدادات مكثفة لعمليات عسكرية واسعة النطاق.
صحيفة “يسرائيل هيوم” نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية وصفها للوضع في الضفة الغربية بأنه “قنبلة تنفجر”، محذرة من خطورة الأوضاع المتدهورة.
في هذا السياق، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي خلال اقتحام مخيم العروب جنوب مدينة الخليل، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين.
العملية، التي شارك فيها مئات الجنود مدعومين بطائرات مسيّرة وهليكوبتر، أسفرت عن تدمير واسع للبنية التحتية في جنين ومخيم اللاجئين المجاور.
وفي تطور آخر، سلمت إسرائيل جثمان الفلسطيني أيمن راجح عابد، البالغ من العمر 58 عامًا، إلى السلطات الفلسطينية، بعد اعتقاله فجرًا من قرية كفر دان.
وذكر مدير مستشفى جنين الحكومي أن الجثمان يحمل علامات الضرب والتعذيب، مما يزيد من حدة التوتر.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 29 فلسطينيًا وإصابة 121 آخرين منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الأربعاء الماضي، ليرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 681 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023.
وفي ظل هذه التطورات، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، مطالبًا بوقفها الفوري، في ظل مخاوف متزايدة من تداعيات هذه العمليات على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكانت مقرّرة الأمم المتحدة الخاصة في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، حذّرت من تصاعد “العنف الإبادي” الإسرائيلي الذي يطال قطاع غزة، واحتمالية امتداده إلى الضفة الغربية المحتلة. ألبانيزي، الخبيرة الإيطالية المستقلة التي فوضها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، دأبت على اتهام إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في غزة.
وفي بيان جديد صدر الاثنين، أكدت ألبانيزي أن “العنف الإبادي الذي ترتكبه إسرائيل قد لا يقتصر على غزة، بل قد يمتد إلى جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة”. وأشارت إلى أن “الفصل العنصري الإسرائيلي يستهدف غزة والضفة الغربية في إطار عملية شاملة للتصفية والإحلال والتوسع”.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تفاقم الأوضاع في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في السابع من أكتوبر، حيث شهدت المنطقة تصاعدًا كبيرًا في أعمال العنف. يقطن الضفة الغربية نحو 490 ألف مستوطن إسرائيلي وسط ثلاثة ملايين فلسطيني، ما يزيد من حدة التوترات هناك.
ألبانيزي أضافت أن “الإفلات من العقاب الممنوح لإسرائيل منذ فترة طويلة أتاح نزع الطابع الفلسطيني عن الأراضي المحتلة، وجعل الفلسطينيين تحت رحمة القوى التي تسعى إلى القضاء عليهم كمجموعة وطنية”. ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري “لوقف خطر الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني” ولإنهاء الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أودت بحياة أكثر من 40,786 شخصًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، وذلك ردًا على هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1205 أشخاص وخطف 251 آخرين.
