الولايات المتحدة تفرض عقوبات على منظمة هشومير يوش بسبب تورطها في جرائم ضد الفلسطينيين

28 أغسطس 2024
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على منظمة هشومير يوش بسبب تورطها في جرائم ضد الفلسطينيين

تدرس الولايات المتحدة فرض عقوبات على منظمة “هشومير يوش” الإسرائيلية، المعروفة أيضًا باسم “هاشومير”، بسبب دورها في دعم عنف المستوطنين في الضفة الغربية.

ويأتي هذا التوجه الأمريكي في سياق محاولات للتصدي للأنشطة الإجرامية التي تهدد استقرار المنطقة، والتي تتورط فيها المنظمة بشكل متزايد.

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على منظمة هشومير يوش بسبب تورطها في جرائم ضد الفلسطينيين

تاريخ منظمة هشومير يوش

تأسست منظمة “هشومير” في عام 1909 على يد مجموعة من المهاجرين اليهود الذين جاءوا إلى فلسطين بهدف حماية المستوطنات وإرساء أسس الدفاع الذاتي.

كان المؤسسون جزءًا من مجموعة “بار جيورا” التي أنشئت في عام 1908 لأغراض الحراسة والعمل المسلح.

ومنذ بداياتها، عملت المنظمة بشكل سري على حماية المستوطنات اليهودية في الجليل ومناطق أخرى من فلسطين.

خلال الحرب العالمية الأولى، تعرضت المنظمة لملاحقة شديدة من قبل السلطات التركية، وبلغت هذه الملاحقة ذروتها مع اكتشاف “شبكة التجسس نيلي”، مما أدى إلى اعتقال عدد من أعضائها.

وعلى الرغم من هذه الصعوبات، لم تنتهِ أنشطة المنظمة، بل استمرت في تطوير عملها في ظل الظروف المتغيرة.

بعد الحرب، اعتقد بعض اليهود أن الحاجة إلى منظمة عسكرية مثل “هشومير” قد تراجعت، حيث كانت بريطانيا قد تولت مسؤولية حماية المستوطنات والمصالح اليهودية.

ومع ذلك، تغيرت هذه النظرة بعد ثورة 1920 في فلسطين، حيث أدرك زعماء الحركة الصهيونية أن هناك حاجة إلى تعزيز النشاط العسكري وتنظيمه، مما أدى إلى تأسيس منظمة “الهاجاناه” كبديل وتكملة لجهود “هشومير”.

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على منظمة هشومير يوش بسبب تورطها في جرائم ضد الفلسطينيين

الصهيونية وتأسيس منظمة هشومير

تأثر الفكر الصهيوني في أوساط التجمعات اليهودية في أوروبا بشكل كبير بظهور مفكرين مثل يهودا القلعي وموسى حيس وآحاد هعام، الذين دعوا إلى إقامة دولة يهودية خاصة.

واستغل دعاة الصهيونية الظروف الصعبة والتمييز العرقي الذي واجهه يهود أوروبا لتسريع تحقيق أهدافهم، مما أدى إلى تنظيم مؤتمر الصهيونية الأول في عام 1897.

أثناء هذا المؤتمر، تم تأسيس المنظمة الصهيونية وتقديم رؤية واضحة لحل “المشكلة اليهودية” من خلال إقامة دولة يهودية في فلسطين.

ودعم هذا التوجه الدول الاستعمارية الكبرى، بما في ذلك بريطانيا، التي طمحت للاستحواذ على المزيد من الممتلكات العثمانية، مما ساهم في تعزيز حركة الاستيطان اليهودي في فلسطين.

استفاد الصهاينة من الدعم الاستعماري لتنفيذ عمليات الهجرة والاستيطان، حيث حصلوا على امتيازات خاصة من الدول الأوروبية.

كما سُخرت الإمكانات الغربية لدعم المشروع الصهيوني من خلال المساعدة في شراء الأراضي، إقامة المدارس، وتوفير الحماية القانونية.

أنشطة منظمة هشومير يوش في الوقت الراهن

تعد منظمة “هشومير يوش” اليوم من أبرز المنظمات التي تدعم المستوطنين في الضفة الغربية، حيث تلعب دورًا متزايد الأهمية في تعزيز أنشطة العنف ضد الفلسطينيين.

ويتم تمويل المنظمة جزئيًا من قبل الحكومة الإسرائيلية، ويضم أعضاؤها شخصيات من أحزاب يمينية متطرفة مثل حزب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

تأتي جهود الولايات المتحدة لفرض عقوبات على المنظمة في إطار محاولات التصدي للتصعيد المستمر في أعمال العنف. تتضمن هذه العقوبات المحتملة إجراءات تهدف إلى تقليص تأثير المنظمة على الأحداث في الضفة الغربية ومحاسبة المسؤولين عن دعم العنف ضد الفلسطينيين.

تسعى الولايات المتحدة من خلال هذه العقوبات إلى إرسال رسالة قوية ضد الأفعال التي تؤدي إلى تفاقم الصراع في المنطقة، وتحسين الوضع الإنساني في الضفة الغربية.

وتشير التقارير إلى أن هذا التحرك قد يكون له تأثير كبير على ديناميات الصراع ويسهم في الضغط على المنظمات الإسرائيلية المتورطة في العنف.

في الختام، تُعَدُّ الخطوة الأمريكية جزءًا من جهود أوسع للتصدي للعنف المستمر في المنطقة وتعزيز الاستقرار. يتوقع أن تساهم العقوبات المحتملة في تقليص نشاط “هشومير يوش” وتأثيرها على الوضع في الضفة الغربية، في ظل تزايد التوترات والمواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين.