انهار سد أربعات، اليوم الإثنين، مما تسبب في كارثة بولاية البحر الأحمر السودانية مما أدى إلى فيضانات جارفة اجتاحت العديد من القرى وأسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
وفي مشهد مؤلم، أظهرت مقاطع فيديو نشرتها القوات المسلحة السودانية رئيس أركان الجيش، عبد الفتاح البرهان، وهو يتفقد المناطق المنكوبة وسط الأوحال، حيث التقى بفرق الإنقاذ التي تعمل على قدم وساق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
نداءات للإعلان عن منطقة كوارث
في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية والمنازل، طالب ناشطون وقيادات محلية بإعلان المنطقة المتضررة منطقة كوارث، لتسهيل تقديم المساعدات وتنسيق جهود الإغاثة.
حصيلة ضحايا متزايدة وتدمير واسع النطاق
أكدت وزارة الصحة السودانية وفاة أربعة أشخاص على الأقل نتيجة للفيضانات، بينما تشير تقارير أخرى إلى ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير، حيث تحدثت بعض المصادر عن مقتل عشرات الأشخاص وفقدان آخرين.
كما أدت الفيضانات إلى تدمير عشرات القرى وإتلاف آلاف المنازل، مما تسبب في تشريد أعداد كبيرة من السكان، وسط تحذيرات منظمات الإغاثة من تفشي الأمراض المعدية، خاصة الكوليرا.
جهود الإغاثة والإنقاذ
استجابت الحكومة السودانية بسرعة بإرسال فرق إغاثة وإنقاذ إلى المناطق المتضررة، كما قامت بإرسال طائرات مروحية لإجلاء العالقين.
ورغم هذه الجهود، إلا أن حجم الكارثة يتطلب دعماً دولياً وإقليمياً لتوفير الاحتياجات العاجلة من مساعدات طبية وغذائية ومأوى للنازحين.
أسباب الانهيار والسعة التخزينية للسد
أدى انهيار سد أربعات، الواقع على بعد 40 كيلومتراً شمال مدينة بورتسودان، إلى هذه الكارثة.
وتشير التقديرات إلى أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة كانت السبب الرئيسي وراء انهيار السد، الذي كان يخزن حوالي 25 مليون متر مكعب من المياه. وقد تم بناء سد أربعات لتخزين مياه الينابيع والأمطار بهدف توفير المياه في منطقة ذات مناخ صحراوي إلى حد كبير.
دعوة للتضامن وتحذيرات من تفشي الأمراض
في أعقاب الكارثة، أطلقت منظمات إنسانية نداءات عاجلة للمجتمع الدولي للمساهمة في جهود الإغاثة، مؤكدين على الحاجة الماسة إلى مساعدات طبية وغذائية عاجلة.
وفي الوقت نفسه، حذرت منظمات محلية من تفشي الأمراض نتيجة المعدلات العالية للسيول، خاصة في ولايتي كسلا والقضارف بشرق البلاد، حيث تم الإعلان عن انتشار وباء الكوليرا.
التحديات الصحية في السودان
وفي سياق متصل، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع الصحي في السودان يواجه تحديات غير مسبوقة، حيث أن نظام الرعاية الصحية يعاني من انهيار شبه كامل.
وأشارت إلى أن ما بين 20 إلى 30 بالمئة فقط من المرافق الصحية تعمل في البلاد، وتعمل هذه المرافق بأقل من الحد الأدنى من الإمكانيات، مما يجعل تقديم الرعاية الصحية تحدياً كبيراً.
ختام
إن حجم الكارثة التي شهدتها ولاية البحر الأحمر السودانية يستدعي استجابة سريعة وشاملة من المجتمع الدولي، ليس فقط لتقديم المساعدات العاجلة، ولكن أيضًا لدعم الجهود الطويلة الأمد في إعادة الإعمار والتأهيل، وضمان حماية السكان من المخاطر الصحية التي قد تنجم عن هذه الكارثة الطبيعية.
