بعد شلل الأطفال والكبدي الوبائي.. أمراض جديد تظهر بين الفلسطنيين في غزة
بعد فيروس شلل الأطفال والكبد الوبائي بدأت تظهر أمراض جديدة تنهش في أجساد الفلسطينيين داخل قطاع غزة المحاصر منذ 10 أشهر، بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة التعنت في إدخال المساعدات والتي من بينها الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالمستشفيات.
ويعيش ما يقرب من 2.5 مليون فلسطيني بقطاع غزة في ظل انتشار الأمراض المعدية وظروف معيشية هشة، وبحسب الأمم المتحدة يشكل ذلك استمرارا لجريمة الإبادة الجماعية الشاملة، التي ترتكبها إسرائيل في حق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل منذ 7 أكتوبر.
تقرحات وتشوهات
وانتشرت أمراض جديدة سواء هضمية أو جلدية أو غير ذلك، بحسب بوابة اللاجئين الفلسطينيين، نتيجة تكدس مئات آلاف النازحين في بقع صغيرة جدا مع انعدام وسائل النظافة والمياه وأيضا الأدوية وحتى صعوبة إمكانية الوصول إلى الطبية، مشيرين إلى أن هناك العديد من الأطفال الفلسطينيين بدأت تنهش تقرحات وتشوهات وحبوب في أجسادهم.
وقال الطبيب لطفي الأنقح مدير عيادة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” إن سبب انتشار الأمراض الجلدية يرجع إلى التكدس بالخيام ومراكز الإيواء وسط انعدام أدوات النظافة والصرف الصحي، وهي السبب الرئيسي في انتشار الأمراض الجلدية والجرب والقمل وغيرهم.
الحساسية والالتهابات
وخلال عمله لاحظ الطبيب أن أكثر الأمراض انتشارا هي أمراض الحساسية والالتهابات البكتيرية الجلدية والالتهابات الجلدية الفطرية، وأشار إلى أن حرارة الجو الشديدة وخاصة في الخيام وانعدام وسائل النظافة والتعرق الشديد والمياه المالحة والملوثة، جميعها تسبب حساسية وأمراضا جلدية.
واعتمدت إسرائيل خلال أشهر الحرب على سياسة التدمير الممنهج والواسع النطاق للقطاع الصحي في غزة، وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يتم تسجيل يوميا عشرات الوفيات بين المرضى خاصة كبار السن، نتيجة عدم كفاية الرعاية الطبية أو الأدوية أو العلاج، مشيرين إلى أن هؤلاء لا يتم إضافتهم للقوائم الرسمية للشهداء نتيجة الإبادة الجماعية.
عدم توافر العلاجات
وتكمن المشكلة في عدم توفر العلاجات بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح، حيث تعد وكالة “أونروا” الموزع الرئيس لكل كريمات الحساسية والمضادات البكتيرية والفطرية، وكانت توزعها بشكل مجاني، ولكن مع إغلاق المعبر وعدم دخول الأدوية إلى قطاع غزة لم تعد الوكالة قادرة على تقديم هذه الأدوية والمراهم.
وفي أحدث جرائمه منع الاحتلال بشكل متعمد وصول الناس إلى منتجات التنظيف والنظافة الشخصية والمعدات الطبية ولوازم التعقيم، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على مياه نظيفة للاستحمام وكذلك التكدس الشديد للسكان في مناطق ضيقة، كل ذلك يساهم في نقل العدوى من شخص لآخر بسهولة.
وحذرت منظمات الأمم المتحدة من انتشار الأمراض الجلدية بين الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط انعدام العلاج، مشيرة إلى أن أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئية غير الصحية و”الأعمال العدائية” التي لا تنتهي، وشددت منظمة اليونيسف على أن النظافة والصرف الصحي مشكلة كبيرة في غزة.
تعليقات 0