في تصريح مثير للجدل، زعم رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم أن تصريحات حركة حماس بشأن “تحرير فلسطين من النهر إلى البحر” تعني تدمير دولة إسرائيل.
وهذا التصريح يأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية والضغوط السياسية على المستوى الدولي.
تمسك بمحور فيلادلفيا
أكد نتنياهو في خطابه أهمية السيطرة على محور فيلادلفيا، قائلاً: “السيطرة على هذا المحور أمر أساسي لتحقيق أهدافنا في الحرب، التي تشمل تدمير قدرات حماس، تحرير رهائننا، وضمان عدم تشكيل حماس تهديدًا”.
وأضاف: “إذا خرجنا من محور فيلادلفيا، لن نتمكن من العودة إليه مجددًا، كما حدث بعد مغادرتنا لبنان منذ 24 عامًا”.
وتابع: “لا نريد أن نرحل من غزة ثم نعود لاحقًا. نحن ملتزمون بالبقاء، وأنا مصمم على إعادة الرهائن، لكن الخروج من فيلادلفيا لن يحقق ذلك”.
تحليل الكاتب الأمريكي توماس فريدمان
في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، انتقد الكاتب الأمريكي توماس فريدمان سياسة نتنياهو، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لدعم دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، على حساب منافسته كامالا هاريس.
وذكر فريدمان أن نتنياهو “يطيل أمد المفاوضات” لتمكين ترامب من تحقيق نصر انتخابي، متجاهلاً مصالح إسرائيل والرهائن في غزة.
وأشار فريدمان إلى أن نتنياهو “يعمل على تعزيز بقائه السياسي الفوري، حتى لو كان ذلك يقوض مستقبل إسرائيل”، مضيفًا: “في واشنطن، يكذب المسؤولون في العلن ويقولون الحقيقة في السر، بينما في الشرق الأوسط، يكذب المسؤولون في السر ويقولون الحقيقة في العلن”.
تحذير هاريس
حذر فريدمان نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس من الثقة في تصريحات نتنياهو، مشيرًا إلى أن الأخير يركز على تجنب أي عملية سياسية مع الفلسطينيين تضر بتحالفه مع اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وأضاف أن نتنياهو يواجه ضغوطًا قانونية بعد اتهامه في عام 2019 بالاحتيال والرشوة، وأنه يسعى للبقاء في السلطة لتجنب السجن إذا أدين.
مستقبل الحرب في غزة
ووفقًا لفريدمان، فإن نتنياهو يهدف إلى الاستمرار في الحرب حتى تحقيق “نصر كامل”، دون تحديد مفهوم واضح لهذا النصر أو من سيحكم غزة بعد ذلك. وتوقع فريدمان أن يسعى نتنياهو إلى تصعيد الأوضاع في غزة حتى يوم الانتخابات الأمريكية، مما يضع كامالا هاريس في موقف صعب بين انتقاد نتنياهو أو فقدان أصوات الناخبين العرب والمسلمين الأمريكيين.
في النهاية، يبدو أن سياسة نتنياهو تتسم بالاستغلال السياسي للأزمات العسكرية، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير هذه الاستراتيجيات على مستقبل الصراع في غزة وعلى السياسة الدولية بشكل أوسع.
