تشكيل إدارة ترمب.. تساؤلات حول مستقبل الشرق الأوسط وملف غزة
أثارت الأسماء المرشحة لتشكيل فريق إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، تساؤلات واسعة حول قدرتها على تحقيق اختراق في قضايا الشرق الأوسط الشائكة، خاصة ملف «هدنة قطاع غزة»، الذي دخل عامه الثاني من التصعيد المستمر.
هذه الأسماء، التي تواجه اتهامات متكررة بـ«الانحياز لإسرائيل» ودعم الاستيطان، دفعت العديد من الخبراء للتعبير عن مخاوفهم من انعكاس هذه التوجهات على مستقبل المنطقة.
ترشيحات مثيرة للجدل
يأتي في مقدمة الأسماء المطروحة ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية، ومايك هوكابي، الذي يُتوقع أن يتولى منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، بالإضافة إلى النائبة الديمقراطية السابقة تولسي غابارد، المرشحة لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية.
هذه الأسماء، بحسب خبراء تحدثوا إلى صحيفة الشرق الأوسط، تعكس توجهات مقلقة حيال إمكانية الوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، حيث يعتبرون أن هذا التشكيل قد يدفع نحو «مزيد من التصعيد والتوسع الإسرائيلي»، بدلاً من تحقيق الاستقرار.
مواقف متباينة
رغم الجدل حول الأسماء، يرى بعض المحللين أن الحكم على فريق إدارة ترمب يجب أن يكون بناءً على السياسات والقرارات الفعلية، وليس مجرد الانطباعات الأولية أو التصريحات السابقة.
الدكتور طارق فهمي، الأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية والشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، أشار إلى أن «الأسماء المرشحة قد تكون لها خلفيات مثيرة للجدل، لكن العبرة في النهاية بما سيتم ترجمته إلى سياسات وأفعال».
فهمي أوضح أن التجربة مع الإدارة السابقة لترمب أظهرت تغييرات متكررة في المناصب الرئيسية، ما يعني أن الأسماء ليست بالضرورة مؤشراً قاطعاً على التوجهات السياسية المستقبلية.
أزمة غزة: المفاوضات تراوح مكانها
على صعيد ملف غزة، بثّت حركة «الجهاد الإسلامي»، الجمعة، تسجيلاً مصوراً جديداً للرهينة الإسرائيلي، ساشا تروبانوف، الذي تحتجزه منذ 7 أكتوبر 2023.
ودعا الرهينة في التسجيل إلى تصعيد الاحتجاجات داخل إسرائيل للضغط على الحكومة من أجل إطلاق سراحه.
هذا التسجيل جاء بعد تصريحات من قيادي حركة «حماس»، باسم نعيم، أكد فيها استعداد الحركة للتوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار في القطاع، بينما لا تزال المفاوضات تراوح مكانها.
تصريحات ترمب وإشارات متناقضة
وفي خطاب ألقاه مؤخراً من مقره في مارالاغو بولاية فلوريدا، جدّد ترمب وعده بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا. إلا أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية وصفت فريق ترمب الجديد بـ«المقلق»، معتبرة أن اختيار شخصيات مثل هوكابي، المعروف بدعمه لضم الأراضي الفلسطينية لإسرائيل، قد يعجل بما وصفته بـ«نهاية إسرائيل كدولة ديمقراطية».
دعم غير مسبوق لإسرائيل؟
من جهتها، أشارت كلير لوبيز، الضابطة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إلى أن اختيارات ترمب تعكس «توجهاً واضحاً لدعم إسرائيل بشكل غير مسبوق، خصوصاً في نزاعاتها مع الفصائل المسلحة في غزة ولبنان».
الدفاع عن ماركو روبيو
في مواجهة الانتقادات، دافع ترمب عن اختيار ماركو روبيو، قائلاً إنه سيكون «محارباً شجاعاً لن يتراجع في مواجهة الخصوم، وصديقاً حقيقياً لحلفاء أميركا».
رؤية مستقبلية
وسط هذه التحديات، يرى بعض المراقبين أن السياسات الفعلية للإدارة المقبلة، وليست الأسماء فقط، هي التي ستحدد مدى إمكانية تحقيق تقدم في ملفات الشرق الأوسط.
وبحسب الدكتور طارق فهمي، فإن أي تصريحات سابقة من المرشحين، مهما بدت منحازة، لا يمكن اعتبارها دليلاً قاطعاً على توجهات الإدارة القادمة.
في النهاية، يظل الوضع في قطاع غزة، والقضية الفلسطينية عموماً، مرهوناً بما سيقدمه فريق إدارة ترمب من سياسات عملية بعد تنصيبه في 20 يناير 2025. وحتى ذلك الحين، تبقى المخاوف والتحليلات مرهونة بالتكهنات، في انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.
تعليقات 0