جدل واسع في سوريا بعد تعديلات مناهج التعليم وحذف حقبة الأسد من التاريخ
تشهد سوريا حالة من الجدل الواسع عقب إعلان وزارة التعليم في الحكومة الانتقالية عن تغييرات جذرية في المناهج الدراسية.
وبينما يرى البعض أن هذه التعديلات تمثل فرصة لتجاوز الماضي وإصلاح المنظومة التعليمية، يُبدي آخرون قلقهم من تأثير هذه الخطوة على الحريات الأكاديمية وحياد التعليم.
مخاوف من تسييس التعليم
أفادت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بأن قلقاً متزايداً يسود الأوساط السورية بسبب قرارات السلطات الجديدة بإجراء تغييرات شاملة على المناهج دون استشارة مكونات المجتمع كافة.
وتركز الانتقادات على الطبيعة الأحادية لهذه التعديلات، التي قد تؤدي إلى تسييس التعليم وتوجيهه في مسار محدد.
إجراءات مثيرة للجدل
أبرز التعديلات شملت:
استبدال عبارة “الدفاع عن الوطن” بعبارة “الدفاع عن الله”.
حذف الإشارات إلى عهد بشار الأسد من جميع المواد الدراسية، بما في ذلك القصائد التي كانت تمجّد بشار الأسد ووالده حافظ الأسد.
تقليل أهمية شخصيات تاريخية مثل الملكة زنوبيا، التي تُعد رمزاً تاريخياً هاماً في سوريا.
إسقاط نظريات علمية مثل نظرية التطور والانفجار الكبير من مناهج العلوم.
إدراج العلم الثوري السوري في جميع الكتب المدرسية.
ردود فعل متباينة
وزير التعليم نذير القادري قلل من أهمية هذه التعديلات، مؤكداً أن المناهج لم تتغير بشكل جذري، وأن الخطوة الحالية تهدف فقط إلى إزالة ما وصفه بـ”تمجيد نظام الأسد البائد”. لكنه أشار إلى أن لجاناً متخصصة ستتولى مستقبلاً مراجعة المناهج وتنقيحها.
في المقابل، عبّر نشطاء من المجتمع المدني، الذين عاد كثير منهم إلى سوريا لأول مرة منذ سنوات، عن خشيتهم من تهميش أصواتهم في ظل هذه التغييرات.
وأشاروا إلى أن البلاد بحاجة إلى مقاربة شاملة تحترم التعددية بدلاً من فرض أجندات معينة على العملية التعليمية.
بين الترحيب والانتقاد
بينما يرحب البعض بالتغييرات كخطوة نحو إصلاح التعليم وتصحيح الأخطاء الماضية، يطالب آخرون بأن تكون العملية أكثر شمولية وشفافية. ويؤكد هؤلاء أن التعليم يجب أن يكون منصة للتنوير وبناء الوطن، وليس أداة لفرض أيديولوجيات سياسية أو دينية.
ختاماً
تُظهر هذه التعديلات في المناهج الدراسية السورية تحديات مرحلة ما بعد الإطاحة بالنظام السابق، وتؤكد أهمية إشراك جميع مكونات المجتمع في بناء منظومة تعليمية تواكب تطلعات الشعب السوري وتضمن الحياد الأكاديمي والتنوع الثقافي.
تعليقات 0