23 نوفمبر 2024 06:10
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

حرب غزة تلقي بظلالها على نتائج انتخابات المجالس المحلية البريطانية

تعكس نتائج انتخابات المجالس المحلية البريطانية التي جرت في الأيام الأخيرة من أبريل والتي من المتوقع إعلانها بشكل كامل يوم الأحد، تحديات متزايدة أمام حزب العمال في ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية الراهنة.

على الرغم من أن حزب العمال نجح في الاحتفاظ بعدد معين من المقاعد في المجالس المحلية، إلا أن خسائره الكبيرة لصالح الأحزاب المنافسة والمستقلين تشير إلى تأثيرات سلبية على قاعدته الداعمة.

ومن بين الأمثلة البارزة على هذه الخسائر، كانت خسارة مجلس أولدهام، الذي كان تحت سيطرة حزب العمال لمدة 13 عامًا، وذلك بعد استقالة ممثلين من الحزب بسبب موقفهما من حرب غزة.

تعكس هذه النتائج مشهدًا سياسيًا متغيرًا، حيث يبدو أن الناخبين يعبرون عن استياءهم وقلقهم من سياسات الحزب، خاصة فيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية.

وبالإضافة إلى ذلك، يبرز تراجع دعم الناخبين المسلمين لحزب العمال، الذي شهد انشقاقات داخلية على خلفية موقف الحزب من الأحداث في غزة، مما يشير إلى تحديات جديدة تواجه الحزب في تحقيق توازن بين قاعدته الداعمة المتنوعة.

وفي هذا السياق، يظهر ضرورة على حزب العمال مراجعة سياسته والتفاعل بفعالية مع مختلف شرائح المجتمع لتجاوز التحديات الحالية واستعادة دعمه السياسي.

واستيقظ البريطانيون الجمعة، على واقع انتخابي جديد، مع اكتساح حزب العمال نتائج الانتخابات المحلية الجزئية، على حساب خسائر فادحة تكبّدها المحافظون.

وأشارت النتائج الأولية للانتخابات المحلية في إنجلترا وويلز إلى فوز حزب العمال بـ120 مقعداً، مقابل خسارة المحافظين نحو 200 مقعد. ومن المتوقع أن تصدر النتائج تباعاً الجمعة والسبت، وسط ترقّب واسع لنتائج انتخابات رئاسة بلدية العاصمة لندن.

دعوة التغيير
سارع كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إلى تهنئة كوادر حزبه بفوز وصفه بـ«المزلزل» في دائرة بلاكبول ساوث (شمال غربي إنجلترا)، التي شهدت الخميس انتخابات تشريعية فرعية تزامنت مع الانتخابات المحلية في إنجلترا وويلز.

ويعد فوز العمالي كريس ويب في بلاكبول، بنسبة 58.9 في المائة من الأصوات، مؤشراً قوياً على حظوظ الحزب في الانتخابات التشريعية المتوقعة خلال أشهر.

وأشاد زعيم الحزب كير ستارمر بالنتيجة، عادّاً أنها «لم تكن مجرد رسالة صغيرة وليست مجرد همس»، بل «صرخة من بلاكبول: نريد التغيير»، داعياً إلى تنظيم انتخابات تشريعية «تعكس إرادة الناخبين» على المستوى التشريعي؛ وتُنهي حكم المحافظين المستمر منذ 14 عاماً.

وبينما لا يزال الحزب ينتظر صدور نتائج انتخابات بلدية لندن، حيث يسعى صديق خان للفوز بولاية ثالثة أمام مرشحة المحافظين سوزان هال، بدا بعض أعضائه أكثر حذراً من ستارمر في تقييمهم لنتائج الانتخابات، خصوصاً في ظل «استياء» جزء كبير من القاعدة العمالية من موقف الحزب تجاه حرب غزة. وقال وزير الداخلية السابق، لورد بلانكت، في تصريحات لشبكة «سكاي نيوز»، إن «النتائج مشجعة للغاية، لكن الطريق لا تزال طويلة لتأمين الفوز في الانتخابات المقبلة»، مقراً بالتحديات المرتبطة بسياسة الحزب تجاه الحرب في الشرق الأوسط.

دعوات للتجاوب
أقر مسؤولون بارزون في الحزب بالتأثير المباشر للموقف من الحرب على النتائج في بعض الدوائر المحلية، وعلى حظوظهم الانتخابية في الاقتراع التشريعي المقبل.

وقال النائب العمالي بات ماك-فادين، وهو منسق الحملة الوطنية للحزب، بأن «المشاعر القوية» حول الشرق الأوسط كانت «عاملاً» في الخسائر، مضيفاً: «لا أعتقد أن هناك أي جدوى من إنكار ذلك – لقد أثير الأمر بالفعل».

أقر مسؤولون بارزون في الحزب بالتأثير المباشر للموقف من الحرب على النتائج في بعض الدوائر المحلية، وعلى حظوظهم الانتخابية في الاقتراع التشريعي المقبل. وقال النائب العمالي بات ماك-فادين، وهو منسق الحملة الوطنية للحزب، بأن “المشاعر القوية” حول الشرق الأوسط كانت “عاملاً” في الخسائر، مضيفاً: “لا أعتقد أن هناك أي جدوى من إنكار ذلك – لقد أثير الأمر بالفعل”.

متظاهرون يطالبون بوقف حرب غزة في جامعة لندن الجمعة (أ.ف.ب)
بدوره، قال ويس ستريتينغ، وزير الصحة في حكومة الظل، إن الحزب تلقى رسالة الناخبين، وإنه يتفهم مواقفهم.

ولا يختلف موقف الحزب كثيراً عن موقف الحكومة. فبينما يتمسك الحزبان بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» وضرورة وقف القتال وحماية المدنيين والدفع باتجاه حل الدولتين، يختلفان في اختيارهما للمصطلحات. فتميل حكومة سوناك إلى الدعوة لـ«وقف إطلاق نار مستدام»، وهو مصطلح استحدثه وزير الخارجية ديفيد كاميرون، بينما يفضّل حزب «العمّال» الدعوة إلى «هدنة» أو «وقف إطلاق نار لدواعٍ إنسانية».