حين ينطفئ النور.. الكنائس تضيء طريق النجاح لطلاب الثانوية العامة

آخر تحديث :
كنيسة السمائيين
كنيسة السمائيين

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي والمنازل المصرية حاليًا نقاشات مكثفة حول موضوعين رئيسيين: امتحانات الثانوية العامة وانقطاع التيار الكهربائي. هذا الانقطاع المتكرر بات كابوسًا يعيق قدرة الطلاب على المذاكرة والتحضير للامتحانات، خاصة في الليالي التي تسبق الامتحانات. في مواجهة هذه الأزمة، قامت عدة كنائس في مختلف المحافظات المصرية بفتح قاعاتها المكيفة للطلاب للمذاكرة، مع توفير جميع سبل الراحة لهم.

وفي حديث خاص لـ “الأب فيلوباتير نبيل” كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بالجيوشي في شبرا، كشف تفاصيل مبادرة الكنيسة لاستقبال طلاب الثانوية العامة أثناء انقطاع التيار الكهربائي. وأوضح أن عددًا من المسلمين في المنطقة تبرعوا للكنيسة لتوفير مشروبات للطلاب، مشيرًا إلى أن الهدف من وراء المبادرة هو مساعدة الطلاب دون البحث عن التريند.

إطلاق المبادرة

قال الأب فيلوباتير: “عندما رأينا المعاناة التي يعيشها طلاب الثانوية العامة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، قررنا أن نبادر بفتح أبواب الكنيسة أمام الطلاب للمذاكرة. بدأت المبادرة يوم أمس، وقد شهدنا إقبالاً كبيرًا من الطلاب الذين انقطع التيار الكهربائي في منازلهم. استقبلنا أعدادًا كبيرة من أولادنا منذ اليوم الأول.”

التحضيرات لاستقبال الطلاب

وأضاف: “قمنا بتجهيز قاعات مكيفة خصيصًا لطلاب الثانوية العامة. نحن ندرك أن ما يؤثر على المجتمع يؤثر على الكنيسة أيضًا، لذا نحاول توفير حلول ولو كانت مؤقتة لتخفيف الأعباء عن أبنائنا. وكل هذا يأتي برعاية قداسة البابا تواضروس الثاني.”

مواجهة التحديات

وبشأن الضغط الذي قد تشكله أعداد الطلاب الكبيرة، قال الأب فيلوباتير: “لم نشغل بالنا بهذا الأمر، كان اهتمامنا الرئيسي هو توفير سبل الراحة للطلاب سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. قدمنا لهم مشروبات مجانية دون الالتفات للأعباء المالية. كما أن الكنيسة لديها مولدات كهربائية نشغلها عند انقطاع الكهرباء.”

تأثير المبادرة على المجتمع

وأكد الأب فيلوباتير أن مبادرتهم ألهمت كنائس أخرى في مصر لفتح أماكن للطلاب للمذاكرة، وكذلك بعض الأماكن الأخرى مثل دروس التقوية التي كثفت جهودها لتقديم دعم مماثل. وأضاف: “كل شخص لديه حس وطني سيتبع خطوتنا.”

التعامل مع الأفكار المتطرفة

ردًا على احتمالية ترويج أفكار متطرفة تحذر الطلاب المسلمين من الذهاب للكنيسة، قال الأب فيلوباتير: “نحن لا نسعى للمنافسة أو التريندات، ولا نلتفت لأي حديث مغرض. نرى ما يحتاجه أبناؤنا ونفعله. ومن المواقف الجميلة التي تؤكد تلاحم المصريين أن المسلمين في المنطقة تبرعوا للكنيسة بمشروبات لتقديمها للطلاب أثناء المذاكرة.”

إدارة تجمعات الطلاب

وأضاف: “الطلاب يحبون التجمعات، ولأننا نحرص على مصلحتهم، شددنا على عدم وجود أحاديث جانبية تشتتهم عن المذاكرة. نحن وجميع الآباء نتابعهم طوال الوقت للتأكد من أنهم يستثمرون وقتهم في المذاكرة.”

ساعات العمل وأيام الحضور

واختتم الأب فيلوباتير حديثه بالقول: “الكنيسة تفتح أبوابها يوميًا من الساعة 10 صباحًا حتى الساعة 10 مساءً. أي طالب ينقطع عنده الكهرباء يمكنه القدوم للمذاكرة في بيئة هادئة. تعلمنا من آبائنا أن خدمة الناس هي الأهم، خاصة في الأزمات.”

بهذا تقدم الكنيسة نموذجًا حيًا للتعاون والتضامن الاجتماعي في مصر، مظهرة روح الوحدة الوطنية والتكاتف بين أبناء الوطن الواحد، بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...( لمعرفة المزيد )

موافقة على الإستخدام