خبير استراتيجي: دونالد ترامب يسعى لحل الازمة الروسية الأوكرانية من أجل تخفيف الانفاق
مع فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بدأت صفحة جديدة تُفتح على الساحة الدولية، يتعهد من خلالها بتغيير مسار السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خاصة تجاه قضايا محورية مثل الأزمة الأوكرانية والصراع في الشرق الأوسط.
تصريحات ترامب التي أعقبت فوزه تلمّح إلى رؤية مغايرة، إذ أعلن أنه يسعى إلى إنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا، والعمل على استقرار المنطقة الشرق أوسطية، الأمر الذي أثار اهتمامًا وتفاؤلًا لدى بعض الأطراف، ومخاوف لدى أخرى.
أبعاد جديدة للعلاقات الأمريكية – الروسية
وفي هذا السياق، أشار الدكتور ديميتري بريجع، الباحث في الشؤون الروسية والمحلل السياسي، إلى أن انتخاب ترامب يطرح تساؤلات جديدة حول مستقبل العلاقات الأمريكية – الروسية، التي شهدت تصاعدًا في التوترات خلال ولاية الرئيس الحالي جو بايدن.
فقد تميّزت فترة بايدن بتشديد العقوبات على روسيا، ودعم عسكري قوي لأوكرانيا، مما أدى إلى تصاعد حدّة المواجهات السياسية بين واشنطن وموسكو.
وقال بريجع خلال مداخلة إعلامية مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، إن “العلاقات الأمريكية – الروسية تعاقبت بين مراحل من التعاون والتوتر، وكان آخرها ما يُشبه الحرب الباردة التي شهدناها في عهد بايدن.”
ويضيف أن هناك آمالًا لدى موسكو بأن تصريحات ترامب قد تفتح الباب أمام حوار أكثر توازنًا مع واشنطن، وإنهاء دعمها العسكري لأوكرانيا.
مواقف متباينة تجاه الأزمة الأوكرانية
من جهة أخرى، أشار بريجع إلى أن وعود ترامب بحل سريع للأزمة الأوكرانية قد تبدو للكثيرين على أنها “مجرد تصريحات سياسية” للتهدئة، خاصة أن الجانب الروسي يراقب عن كثب مدى جدية هذه الوعود.
في المقابل، تأتي إشارات إعلامية أمريكية تفيد بأن ترامب ينوي بالفعل تغيير المسار حيال الأزمة الأوكرانية، مما قد يتضمن تخفيف الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، كجزء من استراتيجية للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقبول بتسوية سياسية.
ويضيف بريجع أن هذه السياسة قد تأتي ضمن رؤية ترامب “لتخفيف الإنفاق العسكري” في الخارج، والتركيز على حلّ النزاعات بطرق دبلوماسية بدلاً من تصعيدها عسكريًا، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية تحقيق هذا السيناريو على أرض الواقع.
انعكاسات محتملة على الصراع في الشرق الأوسط
أما بالنسبة للشرق الأوسط، فقد أعلن ترامب عن نيته تعزيز الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك التعامل مع الملفات الشائكة في سوريا واليمن وإعادة النظر في الاتفاقيات الدولية مع إيران.
ويرى المحللون أن هذا الموقف قد يمهد لفتح قنوات جديدة بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين، كإسرائيل ودول الخليج، ويشير بريجع إلى أن موقف ترامب المعلن يعكس اهتمامًا بتحقيق “إنجازات دبلوماسية” تُعيد للولايات المتحدة دورًا أكثر فعالية في حل الأزمات الشرق أوسطية، بعيدًا عن التدخل العسكري المباشر الذي شهدناه في العقود الأخيرة.
تساؤلات حول واقعية “السياسة الترامبية” الجديدة
مع ذلك، يبقى المراقبون متشككين حول مدى قدرة ترامب على تنفيذ هذه الوعود الطموحة، في ظل علاقات معقدة ومتداخلة تربط الولايات المتحدة مع حلفائها ومعارضيها.
ويرى البعض أن مجرد انتخاب ترامب قد يشكل عنصر تغيير ديناميكي على الساحة الدولية، فيما يعتقد آخرون أن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة على الساحة العالمية قد تفرض ضغوطًا هائلة قد تحد من قدرة ترامب على تطبيق رؤاه السياسية الجديدة.
تعليقات 0