أكّد كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، أن سكان غزة يمرون بدورة ثلاثية مميتة تتضمن انتشار الأمراض، وتفشي شلل الأطفال، وسوء التغذية، وأزمة حرارة خانقة.
وأشار ليندماير إلى أن الصراع المستمر منذ نحو 10 أشهر والقصف المكثف قد دمر نظام الرعاية الصحية في غزة، مما أدى إلى تعطيل حملات التطعيم الروتينية. وأضاف أن الأطفال في غزة تعرضوا لمجموعة من الأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال الذي تم اكتشافه الشهر الماضي في عينات مأخوذة من الصرف الصحي في القطاع.
وأكد ليندماير على أهمية وقف إطلاق النار كحل أساسي للتعامل مع الأزمة، داعيًا إلى فتح طرق القطاع وتوفير وصول آمن للإمدادات الطبية والإنسانية. وذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت عزمها إرسال مليون لقاح ضد شلل الأطفال، ولكن إذا لم تُتخذ الإجراءات اللازمة، ستبقى اللقاحات محجوزة إما في رفح أو في نقاط التفتيش الأخرى.
وفي سياق متصل، قال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن الأطفال الذين يتلقون الدورة الكاملة من اللقاحات يكونون محصنين ضد شلل الأطفال. ورغم أن معدلات التطعيم كانت مرتفعة قبل الحرب، فإن النزوح الجماعي، وتدمير البنية التحتية الصحية، وسوء الأوضاع الأمنية قد جعلت توفير اللقاحات أكثر صعوبة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالمرض.
وأشار إلدر إلى الأثر المدمر لتفجير أحد مرافق المياه الرئيسية في رفح، مؤكدًا أنه يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الأطفال ويزيد من المخاطر الصحية لسكان غزة. وأوضح أن متوسط توفر المياه في غزة انخفض إلى ما بين لترين وتسعة لترات للشخص الواحد يوميًا، بينما ينبغي أن يكون الحد الأدنى 15 لترًا.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر من 200 ألف شخص في غزة نزحوا خلال الأسبوع الماضي بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، مما أثر بشكل خاص على رفح وخان يونس ودير البلح، حيث يعيش العديد من الناس في ظروف صحية صعبة.
وأكد مكتب “الأوتشا” أن أوامر الإخلاء جاءت في وقت تتدهور فيه ظروف المياه والصرف الصحي في غزة، مما يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية وزيادة الأعباء على سكان القطاع.
