22 ديسمبر 2024 10:02
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

رئيس جامعة الأزهر يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي ويدعو لضوابط تضمن الاستفادة الآمنة

رئيس جامعة الازهر يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي

أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، على ضرورة التعامل بحذر مع الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن الإفراط في الاعتماد عليه، وصولًا إلى إماتة العقل البشري وتغييب القيم والأخلاق، مما يؤدي إلى ضياع الهوية وتراجع المجتمعات.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي العاشر لكلية التربية للبنين بجامعة الأزهر، الذي عقد تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية: الطموحات والمخاطر”، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

وأوضح الدكتور سلامة أن الذكاء الاصطناعي يُعد طفرة علمية تمثل امتدادًا للذكاء البشري، مبينًا أنه يحمل إيجابيات عديدة مثل استخدام الروبوتات خلال جائحة كورونا لتقديم الخدمات الطبية في وقت كان الاقتراب من المرضى يمثل خطرًا كبيرًا.

لكنه في الوقت نفسه لفت إلى العديد من المخاطر، أبرزها استخدامه في التجسس وانتهاك الخصوصيات، وتأثيره السلبي على عقول الباحثين من خلال الاعتماد الكلي عليه.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي، إذا لم تُوضع له ضوابط صارمة، قد يصبح أداة لإضعاف الفكر البشري، مشبهًا إياه بخمرٍ قد يُذهِبُ عن العقل يقظته وحريته في التفكير والبحث.

وأكدرئيس جامعة الأزهر أن الأمة تبقى قوية ما دامت تحرص على إحياء عقول شبابها وشيبها، مشددًا على أن المعرفة الحقيقية هي تلك التي تُكتسب بجهد العقل وكده.

وأشار سلامة إلى أن المؤتمر الحالي يُعَدُّ الثاني من نوعه الذي يشهده منذ توليه المنصب، حيث سبقه مؤتمر لكلية الهندسة في فبراير الماضي حول التطبيقات الهندسية الحديثة للذكاء الاصطناعي.

كما أعلن عن إطلاق مشروع طموح لتوثيق حصاد المؤتمرات العلمية في جامعة الأزهر منذ تأسيسها وحتى اليوم، ليكون مرجعًا موسوعيًا يشمل البحوث العلمية ونتائجها وتوصياتها.

واختتم الدكتور سلامة كلمته بالإعلان عن خطط جامعة الأزهر لإنشاء كلية مستقلة للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تأسيس مركز الأزهر العالمي للذكاء الاصطناعي، الذي سيُخصص لحفظ القرآن الكريم والحديث الشريف والتراث الإسلامي من أي تحريف أو تبديل.

يُذكر أن المؤتمر شهد تقديم 123 بحثًا علميًا محكمًا تناولت طموحات الذكاء الاصطناعي والمخاطر المرتبطة به، مع دعوات لوضع ضوابط تحكم استخدامه بما يضمن النزاهة العلمية ويحافظ على أمن الأفراد والمجتمعات.