3 يناير 2025 00:46
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

سوريا بعد سقوط الأسد.. انتهاء 6 عقود من حكم “البعث” والحزب ينهار

شهدت سوريا تحولات غير مسبوقة بعد الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد، إذ لم يقتصر التغيير على سقوط حكم العائلة الحاكمة فقط، بل امتد ليشمل أيضاً حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي هيمن على السلطة في سوريا لأكثر من 60 عامًا.

وفي خطوة تاريخية، أعلن حزب البعث تجميد نشاطاته، وأصبح المقر الرئيس للحزب في العاصمة دمشق مركزًا لتسوية أوضاع العسكريين وقوات الأمن.

سوريا بعد سقوط الأسد.. انتهاء 6 عقود من حكم "البعث" والحزب ينهار

نهاية هيمنة البعث: 60 عامًا من السلطة تذوي تحت ضغوط التغيير
وبعد أيام قليلة من الإطاحة بالنظام، قرر “حزب البعث” تجميد أنشطته بشكل نهائي، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الحزب الذي حكم سوريا رسميًا منذ عام 1963.

وهذا القرار جاء في أعقاب ضغوط شعبية ودولية لتفكيك الحزب الذي ارتبط اسمُه بالفساد المستشري في الحكومة السورية وباستغلال السلطة لمصالح فئة قليلة، على رأسها عائلة الأسد.

وبحسب تقديرات غير رسمية، يقدر عدد الأعضاء في الحزب بنحو 8000 شخص، منهم من فرّ إلى الخارج أو اختبأ داخل البلاد، بينما بدأ آخرون عملية “المصالحة” مع النظام الجديد.

ورغم أن القرار بتجميد الأنشطة كان صادمًا للبعض، إلا أن غالبية السوريين، بما في ذلك بعض أعضاء الحزب السابقين، رحبوا به، معتبرين أن الحزب قد أسهم في تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وأدى إلى تفشي الفساد في جميع أنحاء البلاد.

سوريا بعد سقوط الأسد.. انتهاء 6 عقود من حكم "البعث" والحزب ينهار

التورط في الفساد والطائفية: كيف تركزت الثروة في أيدي 2% من السوريين؟
لطالما كان حزب البعث مرتبطًا بعائلة الأسد، واستغل الحزب طوال عقود من حكمه آيديولوجيته القومية العربية لتوطيد سلطته وتقوية العلاقات داخل الطائفة العلوية.

وشغل أبناء الطائفة العلوية مناصب عالية في الجيش والأجهزة الأمنية، بينما كانت العضوية في الحزب بمثابة بطاقة مرور للحصول على وظائف حكومية.

وكان هذا النظام يضمن بقاء الثروة في يد فئة قليلة، مما أدى إلى اتساع الفجوة بين الطبقات الاجتماعية في سوريا، حيث كان 2% فقط من السكان يسيطرون على الجزء الأكبر من الاقتصاد السوري.

محمد حسين علي، الذي كان عضواً في الحزب لعقود، قال: “يجب أن يذهب الحزب إلى الجحيم.” وأضاف أن الفساد الذي جلبه الحزب قد دمر الحياة اليومية للسوريين، وزاد من شعورهم بالإحباط.

الحزب في مرمى الاستهداف: 10 آلاف سوري ينتظرون مصيرهم بعد سقوط الأسد
بعد الإطاحة بنظام الأسد، بدأت الدعوات لحل حزب البعث وجرى تشكيل “مراكز المصالحة” في العديد من المناطق، حيث اصطف أكثر من 10,000 شخص من أفراد الجيش والأمن لتسوية أوضاعهم.

عبد الرحمن علي، جندي سابق، أوضح أنه انضم إلى الحزب لتمكينه من الحصول على وظيفة في الجيش، وأضاف: “لقد كنا مجبرين على الانضمام إلى الحزب، لم يكن هناك بديل.”

سوريا بعد سقوط الأسد.. انتهاء 6 عقود من حكم "البعث" والحزب ينهار

في الوقت نفسه، تسود حالة من القلق بين بعض السوريين من أن مَن شاركوا في الحزب قد يعانون من عمليات تطهير مشابهة لتلك التي حدثت في العراق بعد سقوط صدام حسين، حيث تم استبعاد الآلاف من الوظائف الحكومية والعسكرية بعد اجتثاث حزب البعث العراقي.

مستقبل سوريا: نحو ديمقراطية متعددة الأحزاب؟
على الرغم من التحديات التي قد يواجهها السوريون في مرحلة ما بعد “البعث”، هناك أمل في إمكانية بناء دولة ديمقراطية ومزدهرة. محمد مرعي، العقيد السابق في الجيش السوري وأحد الأعضاء السابقين في الحزب، قال: “أريد أن أعيش في سوريا ديمقراطية متعددة الأحزاب. يمكن للحزب أن يظل موجودًا إذا عاد إلى مبادئه الأصلية.”

من جانبه، قال مسؤول في “هيئة تحرير الشام”، التي لعبت دوراً في الإطاحة بالنظام، إنه لم يتم اتخاذ قرار رسمي بشأن مصير الحزب بعد، لكنهم أكدوا أن المسؤولين الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري سيواجهون العدالة.

سوريا بعد سقوط الأسد.. انتهاء 6 عقود من حكم "البعث" والحزب ينهار
المصالحة والمستقبل المجهول: 5 سنوات من الحرب تترك ندوبًا عميقة
مع مرور 5 سنوات من الحرب الأهلية التي خلفت مئات الآلاف من الضحايا، يبقى مصير سوريا في مرحلة التحول. ومع تهدم المؤسسات الحكومية والتدمير الشامل للبنية التحتية، يتطلع السوريون إلى مرحلة جديدة يتخذ فيها الجميع مسؤولياتهم لبناء سوريا جديدة، وإن كانت طريق المصالحة مليئة بالتحديات.