قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا تسيطر على مدينة منبج السورية بعد انسحاب “قسد”
تمكنت قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا من السيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية في شمال سوريا، وذلك بعد توصل تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق يقضي بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من المدينة.
وهذا التطور يأتي في وقت حساس، بعد أيام من نجاح الفصائل المعارضة في السيطرة على حلب ودمشق، مما يعكس تحولاً كبيراً في معادلة الصراع في البلاد.
الانسحاب الكردي وترتيبات جديدة
أكد مصدر في المعارضة السورية أن المقاتلين الأكراد، الذين ينتمون إلى قوات سوريا الديمقراطية، قد انسحبوا من المدينة وتوجهوا نحو مناطق شرق نهر الفرات. ويعتبر المحللون أن هذا التحرك يعكس تحولًا استراتيجيًا يضعف نفوذ قسد ويزيد من تأثير تركيا في المنطقة.
المواقف الدولية والتركية
من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحاته من أنقرة، ترحيبه بانسحاب قوات سوريا الديمقراطية من منبج، قائلاً إنه يتوقع “إخلاء المدينة من الإرهابيين”.
ويعكس هذا التصريح الموقف التركي الذي يركز على تصنيف قسد كجماعة إرهابية، على اعتبار ارتباطها الوثيق بحزب العمال الكردستاني الذي يصنف كمنظمة إرهابية في تركيا.
الوضع العسكري في المدينة
فيما يتعلق بالمواجهات العسكرية، كانت مدينة منبج قد شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المعارضة المدعومة من تركيا في الأيام القليلة الماضية. في أعقاب هذا الهجوم، انسحب مقاتلو قسد من المدينة، بينما تواصل المعارك في مناطق أخرى من الشمال السوري.
ويعتقد محللون أن هذا الانسحاب قد يعزز من المواقع التركية في الشمال ويهدد بانتقال المزيد من القوات الكردية إلى معاقلها في شرق الفرات.
التداعيات الإقليمية والدولية
تعد السيطرة على منبج جزءًا من تحول أكبر في سوريا بعد سلسلة من الهجمات العسكرية الناجحة للمعارضة المدعومة من تركيا، مما يزيد من الضغط على نظام بشار الأسد.
وتُظهر هذه التطورات التحالفات المتغيرة في النزاع السوري وتعكس تأكيدًا على الدور التركي البارز في المعركة ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية كانت عضوًا رئيسيًا في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”، ما يزيد من تعقيد التوازنات الدولية في المنطقة.
تعليقات 0