أثارت كوريا الجنوبية جدلاً واسعًا بعد إعلانها دراسة إمكانية توريد أسلحة إلى أوكرانيا، في خطوة تعتبر تحولًا كبيرًا في سياستها الخارجية التي طالما ابتعدت عن الانخراط المباشر في الصراعات الدولية.
وجاء هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وازدياد المخاوف من تدخل قوى إقليمية ودولية في هذا الصراع المستمر.
وقال مسؤول بالمكتب الرئاسي في سول: “ندرس سيناريوهات مختلفة بشأن توريد الأسلحة لأغراض دفاعية، وقد ندرس استخدامها لأغراض هجومية إذا اقتضت الضرورة”. حتى الآن، اقتصر دعم كوريا الجنوبية لأوكرانيا على معدات غير فتاكة، مثل معدات إزالة الألغام.
تصعيد محتمل بمشاركة كوريا الشمالية
على صعيد آخر، أظهرت تقارير استخباراتية كورية جنوبية معلومات تشير إلى أن كوريا الشمالية أرسلت 1500 جندي إلى روسيا، مع احتمالات تدريبهم لاستخدامهم في الحرب ضد أوكرانيا. وتشير تلك التقارير إلى أن بيونج يانج تسعى إلى إرسال ما يصل إلى أربعة ألوية، بما في ذلك القوات الخاصة، إلى الجبهة الأوكرانية. ولم تؤكد الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي هذه التقارير، ولكنهم حذروا من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد خطير في الصراع.
وقال روبرت وود، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة: “نحن على علم بتقارير تفيد بأن كوريا الشمالية تستعد لإرسال المزيد من القوات إلى أوكرانيا لدعم روسيا”.
نفي كوريا الشمالية والرد الدولي
من جانبها، نفت كوريا الشمالية التقارير التي تفيد بإرسال جنودها إلى روسيا، ووصفتها بأنها “شائعات لا أساس لها من الصحة”. وأكد ممثل كوريا الشمالية في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيودلهي أن هذه الاتهامات تهدف إلى تشويه سمعة بلاده وتقويض العلاقات بين دولتين ذات سيادة.
روسيا لم تؤكد بدورها تلك التقارير، وأوضح السفير الروسي الذي استدعته سول أن التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية “ليس موجهًا ضد المصالح الأمنية لكوريا الجنوبية”.
قلق دولي من تصعيد العلاقات العسكرية
من جهتها، أعربت ألمانيا عن قلقها البالغ بشأن التقارير التي تفيد بتعاون عسكري متزايد بين روسيا وكوريا الشمالية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: “نحث كوريا الشمالية على الوقف الفوري لكل دعم تقدمه للحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا”.
ومع تصاعد التوترات في المنطقة، يظل السؤال مفتوحًا حول تأثير هذا التعاون العسكري المتزايد بين روسيا وكوريا الشمالية على مجريات الحرب في أوكرانيا، وعلى الأمن الإقليمي والدولي بشكل أوسع.
