مشروع الضبعة النووي يحقق نجاحاً جديداً بتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة الرابعة قبل موعدها
حققت مصر، أمس الاثنين، قفزة نوعية في مسار تنفيذ مشروع الضبعة النووي، حيث وصلت مصيدة قلب المفاعل الخاصة بالوحدة النووية الرابعة قبل الموعد المحدد، مما يعكس التزام مصر بتسريع خطوات المشروع الاستراتيجي وتأكيد رغبتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة النووية.
ويأتي هذا الإنجاز كإضافة قوية نحو تعزيز أمن الطاقة في مصر، وفتح آفاق جديدة للصناعات المرتبطة بالطاقة النووية التي تُعتبر استثماراً مستداماً للمستقبل.
واستقبل الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، الشحنة في ميناء الضبعة التخصصي، بحضور وفد من القيادات المصرية والروسية المشاركة في المشروع. ويُعد هذا الإنجاز من ثمار التعاون المثمر بين مصر وروسيا، إذ استُوردت أحدث التقنيات النووية التي تلتزم بأعلى معايير السلامة والأمان.
مصيدة قلب المفاعل: حماية استثنائية لرفع مستوى الأمان
تعد مصيدة قلب المفاعل من المعدات الرئيسية لمفاعلات الجيل الثالث المتطور، وهي جهاز مبتكر مصمم لضمان أعلى درجات الأمان. ويستغرق تصنيع هذه المصيدة نحو 14 شهراً، وتعمل كحاجز أساسي لحماية مبنى المفاعل في حال حدوث أي طارئ غير محتمل.
وتتمثل وظيفتها في احتواء المواد المنصهرة من المفاعل ومنع تسربها إلى البيئة، مما يعزز من مستوى الأمان العام للمحطة ويحول دون انتشار المواد المشعة، وبالتالي تحقيق استدامة تشغيلية آمنة على المدى الطويل.
إنجازات تتزامن مع العيد السنوي للطاقة النووية في مصر
من المقرر أن تبدأ هيئة المحطات النووية، بالتعاون مع المقاول الروسي الرئيسي “اتوم ستروي أكسبورت”، في تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة الرابعة يوم الثلاثاء الموافق 19 نوفمبر 2024، بالتزامن مع الاحتفال بالعيد السنوي للطاقة النووية في مصر.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإنجازات المتسارعة التي حققتها الهيئة في تنفيذ المشروع قبل المواعيد المحددة، مما يعكس تقدماً ملحوظاً في تحقيق حلم مصر النووي الذي انطلق منذ خمسينيات القرن الماضي، وتم البدء الفعلي فيه تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يُعتبر الداعم الأكبر لهذا المشروع القومي.
رفع الروح المعنوية للكوادر الشابة والتأكيد على الإرث النووي المصري
وفي إطار الاحتفاء بهذا الإنجاز، التقى الدكتور أمجد الوكيل بمجموعة من المهندسين الجدد المعينين بهيئة المحطات النووية، مؤكداً لهم أهمية مشاركتهم في تحقيق حلم مصر النووي. وأعرب عن اعتزازه بأن يكونوا جزءاً من هذا الحلم الذي طالما تطلعت إليه مصر، ويأتي دورهم اليوم كجزء من جيل يسهم في تحقيق الاستقلالية في الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة للبلاد.
ويعكس هذا الإنجاز التزاماً كاملاً من الدولة المصرية بمواكبة التطورات العالمية في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، وتؤكد المراحل المتقدمة التي وصل إليها مشروع الضبعة على أن مصر على أعتاب مرحلة جديدة من التنمية، تدعمها مصادر طاقة متنوعة وآمنة تلبي احتياجات الأجيال القادمة وتعزز من مكانة مصر في مجال التكنولوجيا النووية.
تعليقات 0