روى الناجي المصري من حريق المنقف في دولة الكويت، كواليس اللحظات الأولى للكارثة التي حصدت أرواح 49 شخصًا.
ووصف ما شهده بأنه مأساة لم يسبق له أن واجهها في حياته، حيث اضطر إلى السير بين الجثث في محاولة يائسة للنجاة.
ففي فجر ذلك اليوم المشؤوم، كان طاهر محمد يؤدي صلاة الفجر في المسجد. وعند عودته إلى شقته بعد ربع ساعة تقريبًا، فوجئ بأصوات غريبة قادمة من الطوابق السفلية.
وبينما هرع إلى الدرج، واجهه دخان كثيف يتصاعد من الأسفل، منغماً الرؤية وحاصراً إياه في مكانه.
حاول طاهر الخروج من خلال النافذة والشرفة، لكن الدخان الكثيف منعه من ذلك. في تلك اللحظات المرعبة، شعر طاهر بالخوف واليأس، وبدأ بالصراخ محذراً سكان الطوابق العليا من الخطر المحدق بهم.
كما حاول إيقاظ صديقه المصري المقيم في الطابق الثالث، ليقوم بدوره بإيقاظ باقي السكان.
بعد لحظات، وصلت فرق الإطفاء والإسعاف إلى موقع الحريق، وبدأت عمليات مكافحة النيران.
واضطر طاهر وصديقه إلى البقاء في الطوابق العليا لمدة ساعتين دون أكسجين، ينتظران بفارغ الصبر انتهاء الحريق. لقد كان الموت يهدد حياتهما في كل لحظة.
نجح طاهر وصديقه في النجاة من الحريق، لكنهما فقدا العديد من الجيران والأصدقاء الذين حُصدت أرواحهم إما اختناقًا أو سقوطًا من الشرفات والنوافذ. لقد كانت مشاهد مروعة لا تُمحى من ذاكرة طاهر.
يُعاني طاهر حاليًا من مشاكل في التنفس وتسمم في الدم، ويتلقى العلاج في المستشفى.
وقد عبّر عن امتنانه العميق لله لنجاته، كما شكر وزيرة الهجرة المصرية ووزير الداخلية الكويتي والسفير المصري على زيارتهم وتقديمهم للدعم والمساندة.
تُعدّ شهادة طاهر محمد رواية مؤثرة عن مأساة حريق المنقف، وتُجسّد صمود الإنسان في مواجهة أصعب الظروف.
