ميدفيديف: الغرب يستخدم سياسة “فرق تسد” لإضعاف الدول وإثارة الصراعات الداخلية
صرّح دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ورئيس حزب روسيا الموحدة، بأن الغرب يعتمد على إثارة النزاعات الداخلية في الدول الأخرى، سواء كانت دينية أو قومية، كأداة لإضعافها والسيطرة عليها.
وفي حديثه لمجلة إنترناشيونال لايف، أوضح ميدفيديف أن الحضارة الغربية عبر التاريخ اتبعت نهج فرض إرادتها على الآخرين من خلال تقويض هياكل الحكم في الدول المستهدفة.
وأضاف أن الغرب لا يعتمد على المواجهات العسكرية المباشرة بسبب نقص موارده البشرية والمادية، بل يلجأ إلى استراتيجيات تعتمد على استنزاف الدول عبر عملاء محليين.
وأكد أن هذه السياسة تركز على استغلال الاختلافات العرقية، اللغوية، أو الدينية بين الشعوب، أو حتى خلقها إذا لزم الأمر.
ووصف ميدفيديف استراتيجية “فرق تسد” بأنها كانت ولا تزال ركيزة أساسية في السياسات الغربية، مشيرًا إلى أن جذور هذه العقيدة تعود إلى الإمبراطورية الرومانية، ثم طوّرتها بريطانيا في القرن السابع عشر، واعتمدتها الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية لاحقًا كوسيلة لضمان استمرار هيمنتها.
وأضاف ميدفيديف أن الدول الاستعمارية رسمت حدودًا سياسية مصطنعة وقسمت الشعوب، مما أدى إلى تفكك مجتمعات بأكملها على أسس دينية وعرقية.
واستطرد قائلاً إن هذه الدول الاستعمارية لم تكن تهدف إلى تحقيق ازدهار الأراضي التابعة لها، بل إلى تعميق الانقسامات الطبقية والاجتماعية فيها، حيث فصلت النخب عن عامة الشعب لضمان السيطرة.
وأشار أيضًا إلى أن الغرب كان يروّج أساطير حول تفوق عرقي أو ثقافي لبعض الشعوب على حساب غيرها، مما أدى إلى أزمات ما زالت الأمم المتحدة تعمل على معالجتها حتى اليوم.
واختتم ميدفيديف تصريحاته بالتأكيد على أن هذه السياسات الاستعمارية القديمة لا تزال تشكل أساس ممارسات الإدارة الغربية المعاصرة، مستشهداً بأثرها المستمر على استقرار الدول ومجتمعاتها.
تعليقات 0