27 نوفمبر 2024 04:32
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

هل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بداية النهاية لحزب الله؟.. رأي المحللون

بعد التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل اللبنانية تعرضت العاصمة بيروت لقصف عنيف، بينما شهد الجنوب اللبناني مواجهات ميدانية حامية عند نهر الليطاني بين قوات إسرائيلية وعناصر حزب الله، ما يثير تساؤلات حول أهداف التصعيد الإسرائيلي في اللحظات الأخيرة بعد توقيع الاتفاق،  وهل سيكون هذا الاتفاق بداية النهاية لحزب الله؟.

التصعيد العسكري والرسائل السياسية

الجيش الإسرائيلي، بقيادة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وافق على تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة ضد أهداف متعددة في لبنان، في خطوة اعتبرها محللون محاولة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية قبل تنفيذ الهدنة.

المراقبون يرون أن إسرائيل تهدف من هذا التصعيد إلى إبراز قوتها وتحقيق شروط تفاوضية أفضل، بينما يصر حزب الله على موقفه الرافض للتنازل أو الخضوع.

في المقابل، أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب أن لبنان يستعد لنشر 5,000 جندي في الجنوب، في إطار التزاماته بمقتضيات الاتفاق .

خطوة قد تُفسَّر بأنها محاولة لبسط سيادة الدولة وتقليص نفوذ حزب الله العسكري في المنطقة الحدودية.

ردود الفعل المحلية والدولية

من جانبه، يرى النائب عن حزب الله حسن فضل الله أن الجماعة ستظل فاعلة سياسياً وعسكرياً حتى بعد توقيع الاتفاق.

وأكد أن الحزب سيساهم في إعادة إعمار المناطق المدمرة ومساعدة النازحين، ما يعكس استعداده لتحويل هذه الأزمة إلى فرصة لتعزيز مكانته الداخلية.

على الصعيد الدولي، صرح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بتشكيكه في جدوى الاتفاق، واصفاً إياه بأنه لن يحمل قيمة حقيقية.

بينما أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إمكانية أن يكون هذا الاتفاق نموذجاً لاتفاق مماثل في قطاع غزة.

تحليل المشهد السياسي والعسكري

الكاتب والباحث السياسي فيصل عبد الستار يرى أن إسرائيل تحاول استغلال الساعات الأخيرة قبل سريان الاتفاق، مؤكداً أن حزب الله سيخرج من هذه الأزمة بصورة أقوى وأشد ثباتاً.

وأوضح أن آلة الحرب الإسرائيلية لم تنجح في كسر المقاومة، مما سيزيد من شعبيتها داخلياً وإقليمياً.

أما الخبير في السياسة الخارجية جوناثان جيليام، فقد أشار إلى أن الاتفاق قد يمنح حزب الله وحركة حماس فرصة لإعادة ترتيب صفوفهما وتعزيز قدراتهما.

لكنه حذر من أن إيران، باعتبارها الداعم الرئيسي لحزب الله، قد تلجأ إلى تغيير استراتيجيتها في الإمدادات العسكرية بما يخدم مصالحها الإقليمية.

انعكاسات مستقبلية على المنطقة

يبدو أن الاتفاق الذي حدث فعليا، يحمل في طياته أبعاداً تتجاوز حدود لبنان، فنجاحه أو فشله قد يؤثر على طبيعة الصراع في المنطقة، خاصة إذا تم تطبيق نموذج مشابه في قطاع غزة.

ومع ذلك، تبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كان حزب الله سيواصل تعزيز قوته العسكرية أم سيتحول بشكل أكبر نحو العمل السياسي والاجتماعي.

وفي الختام،  بين التصعيد الإسرائيلي والتحركات السياسية اللبنانية، يظل اتفاق الهدنة محطة هامة في مسار الصراع بين حزب الله وإسرائيل.

ومع اختلاف التفسيرات حول تداعياته، يتفق الجميع على أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في رسم معالم المرحلة المقبلة، ليس فقط في لبنان، بل في المنطقة بأكملها.