هاجم أعضاء وفد الكيان الصهيوني المعتمد لدى الولايات المتحدة، صباح يوم الاثنين، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة عقب إعلان إدارة الرئيس الأمريكي إلغاء منتدى الحوار الاستراتيجي المزمع عقده.
وكان من المتوقع أن يجمع هذا المنتدى بين وفدين من البلدين لمناقشة القضايا الرئيسية والملحة بينهما.
تعبيرًا عن استيائهم العميق، انتقد أعضاء الوفد القرار الأمريكي واصفين إياه بأنه يمثل خطوة غير مجدية ومضرة للعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. وقد تسبب إلغاء المنتدى في تصاعد التوترات بين الطرفين، حيث تم إعلان انتقادات حادة بشكل علني للبيت الأبيض، ما يعكس حالة من عدم الرضا والاستياء البالغ بين المسؤولين في الكيان.
وفي تصريحات رسمية، أكد أحد أعضاء الوفد الكياني أن إلغاء المنتدى جاء في وقت حساس ويشكل ضربة للجهود المشتركة لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، مشيرًا إلى أن الرد العلني على هذا الإجراء يعكس الاستياء الشديد والاستغراب من السياسات الحالية المتبعة من قبل الإدارة الأمريكية.
وفي ختام بيانه، دعا الوفد الكياني إلى إعادة النظر في القرار الأمريكي والعمل على تجاوز هذه الأزمة الدبلوماسية الجديدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتجنب تفاقم الخلافات الحالية التي تهدد الشراكة الاستراتيجية المهمة بين البلدين.
وكان موقع “أكسيوس”، أفاد نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، بأن البيت الأبيض قرر إلغاء اجتماعاً استراتيجياً كان مقرراً بين كبار المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الإسرائيليين، وذلك عقب نشر بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مقطع فيديو يوم الثلاثاء 18 يونيو. في الفيديو، اتهم نتنياهو الولايات المتحدة برفض تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وكان من المفترض أن يجتمع مسؤولون رفيعو المستوى من الولايات المتحدة وإسرائيل يوم الخميس لمناقشة القضايا المتعلقة بإيران، بما في ذلك برنامجها النووي. ولكن موقع “أكسيوس” نقل عن مصادره أن كبار مستشاري الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أبدوا غضبهم من تصريحات نتنياهو في الفيديو.
على إثر ذلك، قررت إدارة بايدن إلغاء الاجتماع المقرر، وقال أحد المسؤولين الأمريكيين لموقع “أكسيوس” إن هذا القرار يعكس عواقب الحركات الاستعراضية، مؤكداً بذلك التوتر الشديد بين البلدين.
من جانبه، أشار مسؤول إسرائيلي كبير باسم مستعار إلى أن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو في الفيديو تسببت في إلحاق الكثير من الضرر، وأن البيت الأبيض أبلغ إسرائيل بإلغاء الاجتماع في وقت كان بعض المسؤولين الإسرائيليين في طريقهم إلى واشنطن لحضوره.
على الرغم من هذا التأجيل، فإن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض سيستمر في لقاء نظيره الإسرائيلي الموجود حالياً في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا الإلغاء بعدما كان من المتوقع أن تكون هذه المحادثات أول مناقشة رفيعة المستوى حول البرنامج النووي الإيراني منذ مارس 2023، وتشمل جلسات مع مسؤولين من الدفاع والخارجية والمخابرات الأمريكية.
في الختام، يعكس إلغاء هذا الاجتماع التوتر المتزايد بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو، ويعد الحدث الثاني من نوعه لإلغاء اجتماع استراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في اللحظة الأخيرة، بعد إلغاء مماثل في مارس الماضي بسبب خلاف حول قرار مجلس الأمن بشأن غزة.
