الكنيسة القبطية تودع الأنبا باخوميوس.. قائد حكيم ومسيرة حافلة بالعطاء

ودّعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم مثلث الرحمات الأنبا باخوميوس، مطران إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد رحلة طويلة من الخدمة والعطاء استمرت لأكثر من سبعة عقود.
وأعلن قداسة البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس نبأ نياحة الأنبا باخوميوس، مشيدين بدوره الكبير في الكنيسة، وقيادته الحكيمة، خاصة خلال فترة توليه مسؤولية القائمقام البطريركي عقب رحيل البابا شنودة الثالث، حيث أدار الكنيسة في واحدة من أدق مراحلها التاريخية.
حياة في خدمة الكنيسة
وُلد الأنبا باخوميوس عام 1935، وكرّس حياته لخدمة الكنيسة منذ شبابه، حيث كان من رواد مدارس الأحد، وأسهم في نشر الكرازة المرقسية داخل وخارج مصر، فخدم في السودان والكويت وإنجلترا.
وفي عام 1971، نال الأسقفية ليصبح راعيًا لإيبارشية مترامية الأطراف، عمل خلالها على بناء الكنائس، ورسم الكهنة، وتنمية الحياة الروحية لشعبه، ما جعله واحدًا من أكثر الأساقفة تأثيرًا في الكنيسة القبطية خلال العقود الأخيرة.
أخبار تهمك
قائد الكنيسة في مرحلة دقيقة
بعد رحيل البابا شنودة الثالث عام 2012، تولّى الأنبا باخوميوس مسؤولية القائمقام البطريركي، حيث قاد الكنيسة بحكمة واتزان في فترة دقيقة، إلى أن تم انتخاب البابا تواضروس الثاني ليكمل المسيرة.
ورغم انتهاء مهمته، عاد الأنبا باخوميوس إلى إيبارشيته ليواصل خدمته بتواضع، مؤكدًا أن الخدمة الرعوية مسؤولية لا تنتهي بالتقدم في العمر، حيث ظل حتى أيامه الأخيرة يعمل من أجل رعيته.
وداع إلى السماء
نعت الكنيسة نيافة الأنبا باخوميوس بكلمات مؤثرة، مستشهدة بما جاء في الكتاب المقدس: “نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ، كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ” (مت ٢٥: ٢١).
ومن المقرر أن تُقام صلوات الجنازة بحضور قيادات الكنيسة القبطية، وسط حضور شعبي كبير، تكريمًا لدوره الكبير في خدمة الكنيسة.
رحيل الأنبا باخوميوس.. ولكن الأثر باقٍ
برحيل الأنبا باخوميوس، تفقد الكنيسة أحد أعمدتها المضيئة، إلا أن إرثه الروحي، وخدمته الطويلة، ستظل نبراسًا للأجيال القادمة، فقد كان راعياً أمينًا، وقائدًا حكيمًا، وأبًا لكل من عرفه.
نياحًا لروحه الطاهرة، وعزاء لشعب الكنيسة ومحبيه في كل مكان.
تعليقات 0