8 نوفمبر 2024 22:56

لمنع التفكك الأسري.. خالد الجندي يضع روشتة لعلاقة قوية بين الأبناء و الأباء

شدد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على ضرورة التواصل المستمر والتفاهم داخل الأسرة، خاصة بين الأبوين وأبنائهم، مشيرًا إلى أن ذلك يعد أحد العوامل الأساسية لتعزيز الروابط الأسرية والحد من التفكك الذي قد يحدث نتيجة لضعف الاتصال بين أفراد الأسرة.

وخلال مشاركته في برنامج “لعلهم يفقهون” على قناة “dmc”، اليوم الخميس، قال الجندي: “التفاهم والاحترام المتبادل بين الوالدين والأبناء هو الأساس لأي علاقة أسرية ناجحة، لكن هناك مفاهيم خاطئة تنتشر حول التفكك الأسري، حيث يظن البعض أنه مرتبط فقط بمشاكل بين الزوجين، بينما في الواقع، يمكن أن تؤدي المشاكل مع الأبناء إلى نفس النتيجة، خاصة عندما تنقطع لغة التواصل بين الأهل وأبنائهم”.

وأوضح الجندي أن الجيل الجديد يعاني من عدم وعيه الكافي بحقوقه وواجباته داخل الأسرة، ما يؤدي إلى وجود فجوة كبيرة بين الأبناء والآباء.

وأشار إلى أن هذه الفجوة تظهر بوضوح في الظاهرة الحالية التي يرى فيها بعض الأبناء أنهم ينادون والديهم بأسمائهم الشخصية مثل “يا ليلى” أو “يا نادية”، وهو ما يعد تطورًا غير صحي في العلاقة الأسرية.

كما تحدث الجندي عن فكرة “العقد الأسري”، مقترحًا أن يقوم الآباء بكتابة اتفاقية مع أبنائهم تحتوي على بنود تحترم حقوق كل فرد في الأسرة، مع التأكيد على احترام آراء الآخرين وضرورة التفاهم قبل اتخاذ القرارات.

وقال: “الفكرة بسيطة جدًا، يمكن لكل والد ووالدة كتابة عقد مع أبنائهم يتضمن بنودًا مثل الاحترام المتبادل وتبادل الثناء، بعيدًا عن الصراخ، مع التشاور في القرارات.

ثم يتم قراءة العقد مع الأبناء في اجتماع عائلي، سواء على مائدة الطعام أو في أي وقت مناسب، بحيث يصبح ملزمًا للجميع”.

وأكد الجندي أن مثل هذه الاتفاقات داخل الأسرة يمكن أن تعزز التواصل بين الأفراد، وتمنح الأبناء شعورًا بالمسئولية والمشاركة في اتخاذ القرارات.

وأوضح أن التشاور مع الأبناء ليس ضعفًا بل هو نوع من الاحترام والتقدير لآرائهم، وأن الأبناء يجب أن يشعروا بأنهم جزء مهم من عملية اتخاذ القرار.

وأشار الجندي إلى أن التشاور مع الأبناء يشبه ما كان يفعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يشاور أصحابه في القرارات المهمة، وهو ما يمكن أن نطبقه في حياتنا اليومية مع أبنائنا، مما يعزز الثقة ويشعر الأبناء بقيمتهم في الأسرة.

وختم الجندي حديثه بالقول: “إذا أردنا أن نبني جيلًا قويًا ومتوازنًا نفسيًا، يجب أن نكون قدوة حسنة في كيفية التعامل باحترام داخل الأسرة، ونعلم أبناءنا قيمة هذه المبادئ”.