14 نوفمبر 2024 22:14
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

السيسي: مصر ترفض التهجير القسري للفلسطينيين وتؤكد تمسكها بالسلام كخيار استراتيجي

يافطة ترحيبية بالوفد المصري في غزة
يافطة ترحيبية بالوفد المصري في غزة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، على التزام مصر التاريخي بمسار السلام في المنطقة، موضحًا أن بلاده ستقف بحزم ضد جميع المخططات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين وتصفيتهم سياسيًا.

وشدد على أن مستقبل المنطقة بأكملها، بل ومستقبل العالم، بات على “مفترق طرق”، في ظل الظروف المعقدة والأحداث المتصاعدة التي تشهدها الساحتين الفلسطينية واللبنانية.

استهل الرئيس السيسي كلمته بتوجيه الشكر للمملكة العربية السعودية على استضافتها لهذه القمة غير العادية، معتبرًا أن انعقادها يأتي في وقت حساس يتطلب توحيد الصفوف العربية والإسلامية، للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة.

كما عبّر عن استيائه من الصمت الدولي أمام ما وصفه بـ “العدوان المستمر” على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، وكذلك الأراضي اللبنانية، والذي يستمر منذ أكثر من عام وسط “عجز” المجتمع الدولي عن الاضطلاع بدوره في حفظ الأمن والسلم العالميين.

وفي لهجة صريحة، أشار السيسي إلى أن الشعوب العربية والإسلامية، وحتى أصحاب الضمائر الحية حول العالم، يتساءلون عن جدوى الحديث عن العدالة في ظل إراقة دماء الأبرياء بشكل يومي، مؤكدًا أن ما يحدث من اعتداءات على الفلسطينيين واللبنانيين هو تهديد صريح للسلم الدولي ويضع النظام الدولي على المحك.

كما أعلن الرئيس المصري عن رفض مصر القاطع لحملة “القتل الممنهج” التي يتعرض لها المدنيون في غزة، قائلًا بوضوح: “إننا سنقف ضد أي مخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية”، سواء من خلال التهجير القسري أو تدمير حياة سكان القطاع، مضيفًا أن هذا الأمر “غير مقبول” تحت أي ظرف من الظروف.

وأكد أن الاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي سياق دعمه للبنان، جدد السيسي التزام مصر بتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء اللبنانيين، وخاصة لمؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش اللبناني. وأوضح أن مصر تعمل بشكل مكثف على دعم الجهود الرامية لوقف العدوان على لبنان، مشيرًا إلى ضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 لضمان وقف إطلاق النار بشكل دائم وفعّال.

وفي ختام كلمته، توجه السيسي برسالة إلى شعوب العالم، قال فيها إن مصر التي أطلقت

مسار السلام في المنطقة منذ عقود، ولا تزال ثابتة في موقفها، ملتزمةً بالسلام كخيار استراتيجي وحيد لمنطقة الشرق الأوسط. وأضاف الرئيس السيسي أن السلام الذي تسعى إليه مصر لا يكون إلا قائماً على العدل واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والالتزام الصارم بالقوانين والمواثيق الدولية.

وعبّر السيسي عن أمله الكبير رغم التحديات الصعبة التي تواجه المنطقة حاليًا، مؤكدًا أن هناك فرصة حقيقية لإنقاذ المنطقة والعالم من دوامة الصراعات والانتقال إلى مستقبل أفضل، يقوم على أسس من الحرية، والكرامة، والاستقرار، والرخاء للأجيال القادمة.

وأشار إلى أن مصر لن تتوانى عن تقديم الدعم والمساندة لشعوب المنطقة، وستظل حريصة على دورها كداعم للسلام وحامل لمسؤولية استقرار المنطقة.

واختتم الرئيس المصري كلمته بالدعاء إلى الله أن يوفق الجميع في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وجميع الشعوب التي تعاني من الصراعات، وأن يتمكنوا من تحقيق تطلعات شعوبهم نحو عالم يسوده العدل والأمن والسلام.

وقال السيسي: “نحن متمسكون بالأمل وبقوة إرادتنا، وواثقون أن الفرصة ما زالت سانحة لبناء عالم أفضل يليق بأحلام الأجيال القادمة.”

وقد حظيت كلمة الرئيس المصري بتفاعل واسع من الحضور، حيث عبّرت عن موقف قوي وواضح تجاه القضايا الإقليمية، وطرحت رؤية متماسكة لحل النزاعات التي تشهدها المنطقة، بما يعكس التزام مصر الدائم بدورها التاريخي في دفع عجلة السلام.