جنود إسرائيليون يرفضون استمرار الحرب في غزة: انتقادات تطال الجيش والحكومة تتصاعد

في وقت تتصاعد فيه ألسنة النار في قطاع غزة، وبينما تواصل الحرب تأثيراتها على الأمن الإسرائيلي، أُثير جدل واسع داخل صفوف الجيش الإسرائيلي بسبب معارضة بعض الجنود والضباط للاستمرار في القتال. حيث وقع نحو 950 من الجنود والضباط السابقين، بينهم 60 لا يزالون في الخدمة الفعلية، على بيان يدين الحرب، ويطالب بوقفها على الفور. وقد أُرسل البيان في توقيت حساس للغاية، حيث عبر الموقعون عن قلقهم العميق من أن الحرب تُستخدم لتحقيق مصالح سياسية وشخصية بعيدًا عن الأهداف الأمنية المعلنة، مثل إعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وأشار الجنود في بيانهم إلى أن أهداف الحرب لم تتحقق، حيث لم يتم إعادة المحتجزين، ولم يتحقق الأمن المأمول. كما أن تجدد القتال، وفقًا للبيان، يعيق الإفراج عن المحتجزين ويعرض حياة الجنود والمدنيين للخطر. وعبر الموقّعون عن استيائهم من تصرفات الحكومة الإسرائيلية، معتبرين أن سياسات الحكومة الحالية تُقوّض ثقة الجمهور وتثير المخاوف بشأن دوافع القرارات الأمنية.
وفي خطوة لافتة، نشرت مجموعة من الأطباء الاحتياطيين الإسرائيليين رسالة مماثلة، طالبت فيها بوقف القتال فورًا وإعادة المحتجزين. هؤلاء الأطباء، الذين خدموا في الجيش، أكدوا أن استمرار الحرب لا يخدم الأهداف المعلنة، بل يعرض الجنود والمحتجزين لخطر أكبر، مشددين على ضرورة العودة للقيم الإنسانية والطبية التي تحكم عملهم.
لكن الرد الرسمي الإسرائيلي جاء حادًا، حيث أعلن قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار أن أي جندي احتياطي يوقع على رسالة معارضة للحرب لن يُسمح له بمواصلة خدمته في الجيش. وأضاف أن الجيش لا يمكن أن يكون أداة سياسية أو يُستغل لتحقيق أهداف خارج إطار الأمن القومي. كما أشار بيان الجيش إلى أن المواقف التي يعلنها الجنود في هذه الظروف تعرّض القيادة العسكرية للخطر، خاصة إذا تم التشكيك علنًا في القرارات أثناء فترة الخدمة.
أخبار تهمك
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتأخر في الرد، حيث وصف الموقعين على الرسائل بأنهم “مجموعة متطرفة تسعى لتحطيم المجتمع من الداخل”. واعتبر أن هذه التصريحات تُضعف الجيش وتقوي أعداء إسرائيل، مشيرًا إلى أن حماس قد فسرت مواقف هؤلاء الجنود كدليل على ضعف دولة الاحتلال قبل أحداث 7 أكتوبر، وأنهم اليوم يعيدون نفس النهج.
من جانب آخر، كان لبعض السياسيين الإسرائيليين مواقف أكثر تشددًا، حيث دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس إلى دعم القائد العسكري ورفض أي محاولة لتقويض وحدة الجيش، مؤكداً أن الجيش يقاتل في حرب عادلة من أجل إعادة المحتجزين وهزيمة الإرهاب. بينما انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد الحكومة، مؤكدًا أن رفض الجيش لانتقادات هؤلاء الجنود يعكس سياسة خاطئة تديرها الحكومة في التعامل مع الوضع الداخلي.
وتواصلت الاحتجاجات على الأرض، حيث أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن اعتقال 23 متظاهرًا في مدينة حيفا بعد تنظيمهم مظاهرة منددة بتصرفات إسرائيل في غزة، ورفضوا الانصياع للأوامر الأمنية بالتفرق. هذه الاحتجاجات تُظهر أن الأصوات المعارضة للحرب تتزايد في مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي، خاصة في ظل الصراع الداخلي المتزايد حول جدوى استمرار القتال في غزة.
هذه التطورات تعكس توترًا متزايدًا بين صفوف الجيش والمجتمع الإسرائيلي، مما يعكس حالة من الانقسام السياسي والعسكري في ظل تصاعد الحرب في قطاع غزة.
تعليقات 0