هولندا بين دعمها المستمر لإسرائيل وأثره على مواقفها الدولية.. من أزمة النفط إلى فضائح غزة”
أحداث أمستردام يوم الجمعة الماضية ، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين مشجعين إسرائيليين ومجهولين، أعادت إلى الأذهان موقف هولندا التاريخي في دعم الكيان المحتل.
هذا الموقف الذي أثار ردود فعل سلبية في الماضي، خاصة في عام 1973، عندما اختارت هولندا دعم إسرائيل في حرب أكتوبر، مما عرضها لمقاطعة نفطية من الدول العربية.
هذه المقاطعة النفطية تسببت في أزمة خانقة دفعت الحكومة الهولندية إلى اتخاذ قرار تاريخي بإخلاء الشوارع من السيارات في أيام الأحد بهدف توفير الوقود، وهو إجراء لمواجهة تأثيرات الأزمة الطاحنة.
اليوم، وبالرغم من مرور عقود على تلك الأزمة، لا تزال هولندا في ذات الموقف، إذ يفضحها الدعم المستمر للكيان الصهيوني، وهو ما تجلى مؤخراً في موقف جماهير المغرب التي كشفت عن مساندة هولندا لاستمرار المجازر بحق الأطفال في غزة.
كيف ساندت هولندا إسرائيل في حرب أكتوبر1973
أعلنت الحكومة الهولندية في السبعينات عن يوم الأحد خالٍ من السيارات، وذلك في إطار سلسلة من الإجراءات الطارئة لمواجهة أزمة النفط التي نشأت نتيجة للمقاطعة النفطية التي فرضتها دول الشرق الأوسط.
جاء هذا القرار ردًا على دعم هولندا لإسرائيل خلال حرب يوم كيبور (حرب أكتوبر 1973) أو كما تُعرف في بعض الدول العربية بحرب العاشر من رمضان.
في عام 1973، تسببت هذه المقاطعة في حدوث مخاوف كبيرة بشأن نقص الإمدادات النفطية في هولندا وأوروبا بشكل عام.
وفي ظل تلك الأزمة، أعلنت الحكومة الهولندية برئاسة بيتر يان دين يول عن تدابير تهدف إلى الحد من استهلاك الوقود، أبرزها تخصيص أيام الأحد لتكون خالية من حركة السيارات.
وكان يوم الأحد 4 نوفمبر 1973 هو الأول من بين هذه الأيام، حيث توقف فيه سير السيارات في جميع أنحاء هولندا.
كانت هذه المبادرة تهدف إلى توفير الوقود ورفع الوعي لدى المواطنين حول أهمية ترشيد استهلاك الطاقة في فترة الأزمة.
القرار أُدرج ضمن مجموعة من الإجراءات الأخرى التي شملت تقليل ساعات العمل في بعض القطاعات، وتشجيع استخدام وسائل النقل العامة، في محاولة من الحكومة الهولندية للتخفيف من آثار المقاطعة النفطية على اقتصاد البلاد.
اشتباكات في أمستردام بين مشجعين إسرائيليين ومجهولين.. وتل أبيب تطلق “مهمة إنقاذ”
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت في العاصمة الهولندية أمستردام فجر الجمعة الماضية، بين مشجعين إسرائيليين لنادي “مكابي تل أبيب” ومجهولين، مما أسفر عن إصابة 10 إسرائيليين وفقدان الاتصال باثنين منهم، وفقًا لما أعلنت عنه الحكومة الهولندية.
في وقت لاحق، أطلقت الحكومة الإسرائيلية “مهمة إنقاذ” لإجلاء مشجعي الفريق المتورطين في الحادث.
الشرطة الهولندية أكدت أنها اعتقلت 62 شخصًا على خلفية الاشتباكات، مشيرة إلى أن التحقيقات جارية بشأن “احتجاز محتمل لرهائن”.
كما أفادت وسائل الإعلام الهولندية بأن الحادث وقع بعد مباراة بين فريق “مكابي تل أبيب” وأياكس أمستردام في الدوري الأوروبي لكرة القدم، التي انتهت بخسارة الفريق الإسرائيلي.
في رد فعل سريع، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا يندد بالحادث، مشيرًا إلى أنه تم إرسال طائرتين إلى أمستردام للمساعدة في إجلاء المشجعين الإسرائيليين العالقين. كما طلب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، من نظيره الهولندي تقديم الدعم في تأمين سلامة المشجعين.
من جانبه، أدان رئيس الوزراء الهولندي، ديك شخوف، أعمال العنف، مؤكدًا أنها “غير مقبولة”، وأوضح أن السلطات الهولندية ستقوم بمحاكمة المسؤولين عن الحادث.
تعليقات 0