24 فبراير 2025 18:13
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

استعراض حماس.. أسباب تعطيل نتنياهو تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية

في خطوة غير متوقعة، أوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، رغم التفاهمات التي تم التوصل إليها ضمن اتفاق الهدنة.

القرار جاء بعد مشاورات مطولة امتدت لساعات، واتخذ بشكل مفاجئ حتى لقادة الجيش والمخابرات، متجاوزًا توصياتهم بضرورة تنفيذ الصفقة دون تأخير.

استعراض حماس.. أسباب تعطيل نتنياهو تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية - 5 - سيناء الإخبارية

التطورات التي سبقت القرار

بدأت الأزمة مع انطلاق عملية تطبيق الاتفاق قبل نحو ستة أسابيع، إلا أنها بلغت ذروتها يوم السبت، عندما شهدت إسرائيل لحظات غير مسبوقة من الإحراج والارتباك.

أخبار تهمك

هل يجهض نتنياهو اتفاق هدنة غزة؟ ..مماطلة إسرائيلية تضع الوسطاء في اختبار صعب - 1 - سيناء الإخبارية

هل يجهض نتنياهو اتفاق هدنة غزة؟ ..مماطلة إسرائيلية تضع الوسطاء في اختبار صعب

إعادة إعمار السودان على مائدة الحوار بين القاهرة والخرطوم - 3 - سيناء الإخبارية

إعادة إعمار السودان على مائدة الحوار بين القاهرة والخرطوم

وكالعادة، اختارت إسرائيل تنفيذ عمليات التبادل يوم السبت، حيث يكون اليهود المتدينون في عطلتهم الأسبوعية، مما يقلل من التأثير الإعلامي على جمهور اليمين الداعم لنتنياهو.

لكن الأمور لم تسر وفق المخطط الإسرائيلي، فقد حرصت حماس على استغلال لحظات التسليم لإظهار قوتها، إذ ظهر عناصرها بزي عسكري أنيق يحمل رتبًا واضحة، حاملين أسلحة حديثة غالبيتها من غنائم السابع من أكتوبر.

وأضفت الحركة طابعًا احتفاليًا على الحدث برفع الأعلام وبث الأناشيد الوطنية، بينما كانت الحشود تهتف دعماً للمقاومة.

استفزاز سياسي وإعلامي

على الرغم من أن إسرائيل اعتادت التعامل مع مثل هذه المشاهد بتجاهل وسخرية، إلا أن حكومة نتنياهو التي تعاني من أزمة ثقة داخلية شعرت بالإهانة.

فقد أرادت تل أبيب تسويق الاتفاق كإنجاز لها، إلا أن استعراض حماس قلب المعادلة وأظهر الحركة كطرف قوي يُدير المشهد، ما وضع نتنياهو وحكومته في موقف محرج أمام الرأي العام الإسرائيلي.

استعراض حماس.. أسباب تعطيل نتنياهو تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية - 7 - سيناء الإخبارية

ازدادت الضغوط على الحكومة الإسرائيلية مع تسليم حماس لجثامين بعض الأسرى، حيث تم وضعها في توابيت سوداء ضمن استعراض رمزي يُبرز حجم الخسائر الإسرائيلية.

وزاد الأمر تعقيدًا عندما رفضت عائلة بيباس – التي فقدت أفرادها في القصف الإسرائيلي – مشاركة أي مسؤول حكومي في الجنازة، ما فُسّر كرسالة عدم ثقة في رواية الجيش حول كيفية مقتلهم.

توتر داخل إسرائيل وقرار العرقلة

جاءت اللحظة الأكثر إحراجًا عندما ظهر بعض الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم يلوحون للحضور، بل إن أحدهم قام بطبع قبلة على جبين عنصرين من حماس، في مشهد أثار ضجة كبرى في إسرائيل. حاول الإعلام العبري الترويج لفكرة أن المشهد كان مدبرًا، لكن عائلة الأسير نفت ذلك، مؤكدة أن تصرفه كان طبيعيًا.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد بثت حماس مقاطع فيديو لأسرى إسرائيليين لم يتم الإفراج عنهم بعد، وهم يطالبون الحكومة بسرعة استكمال الصفقة، مشيرين إلى أن استمرار التأخير قد يهدد حياتهم. هذا الموقف دفع الحكومة الإسرائيلية إلى مزيد من الارتباك، خاصة مع تصاعد الانتقادات الداخلية لنتنياهو.

استعراض حماس.. أسباب تعطيل نتنياهو تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية - 9 - سيناء الإخبارية

تدخل اليمين المتطرف وتصعيد جديد

استغل قادة اليمين المتطرف هذا الارتباك للضغط على نتنياهو من أجل وقف الصفقة واستئناف العمليات العسكرية، مستندين إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن دعمه لأي قرار إسرائيلي بهذا الشأن، حتى لو كان العودة للحرب.

كما شهدت السجون الإسرائيلية توترًا إضافيًا عندما رفض عدد من الأسرى الفلسطينيين الركوع أثناء عملية إطلاق سراحهم، ما دفع مصلحة السجون إلى تأجيل الإفراج عنهم ومحاولة قمعهم بالقوة، إلا أنهم أصروا على موقفهم، ما أدى إلى تأجيل إضافي للصفقة.

تراجع في اللحظات الأخيرة

رغم تحديد الساعة الواحدة من فجر الأحد موعدًا نهائيًا لتنفيذ التبادل، فوجئت الحافلات التي تقل الأسرى الفلسطينيين بأوامر عليا من نتنياهو بالعودة إلى السجن مجددًا، بحجة “ضمان الإفراج عن المختطفين الإسرائيليين دون مراسم استفزازية”.

القرار عكس حجم التخبط في دوائر صنع القرار الإسرائيلية، وأكد أن نتنياهو بات أكثر خضوعًا لضغوط اليمين المتطرف، في ظل أزمة ثقة متصاعدة داخل إسرائيل.